تأثير الغذاء الصحيّ يبدأ في سنّ مبكر
غذاء الطفل في المراحل المبكرة وتأثيراته الطويلة الأمد
تفيد دراسات وتقارير طبية عديدة بأنّ الغذاء الصحي والمناسب في المراحل الأولى من حياة الطفل يمنحه انطلاقةً ممتازةً لا بل ويؤثر بشكل دائم في تركيبة أعضائه وأنسجته ووظائفها، ويخفّف عنه خطر الإصابة بعدد كبير من الأمراض المزمنة، مثال داء السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
وتبدأ مسيرة الغذاء المبكر للطفل في مرحلة الحمل، وتستمر بعد الولادة طوال فترة الرضاعة وحتى الفطام وصولاً إلى أواخر العام الثاني.
فخلال الحمل، على الأم أن تُعير إهتماماً خاصاً لنمط عيشها ونظام أكلها، وتحرص بشكلٍ يوميّ على تناول الأطعمة الصحيّة المتنوّعة بما يؤمّن لطفلها ما يكفي من حمض الفوليك والفيتامين د والإيودين والحديد وأحماض الاوميغا 3 والـ6، والتي يلعب كل عنصرٍ فيها دوراً في تنمية جسم الصغير وتحسين نموّه وصحته وتطوير قدراته العقلية، إلخ.
أما بعد الحمل، وخلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة، على الأم أن تؤمّن الغذاء الأفضل لطفلها عن طريق الرضاعة الطبيعية، مع الحرص على مواصلة الاهتمام بالأطعمة التي تتناولها والتي يمكن أن تنعكس سلباً أو إيجاباً على حليب ثدييها، وبالتالي غذاء صغيرها.
واعتباراً من الشهر السادس، يكون الفطام. وفي هذه المرحلة، على الأم أن تعرّف طفلها على الأطعمة الصلبة من المجموعات الغذائية الخمس الأساسية، مع التركيز بشكل خاص على مصادر الحديد الضرورية لتحفيز النمو. وفيما تقوم بهذه المهمة بشكل تدريجي، تنصحها منظمة الصحة العالمية بمحاولة الاستمرار في الرضاعة الطبيعية، وتأخير تقديم الأطعمة المثيرة للحساسية كزبدة الفستق والبيض.
وعندما يبلغ الطفل عامه الأول، على الأم أن تنوّع له غذاءه وتحرص على ممارسته الأنشطة الجسدية اليومية لتحفيز نموه. وبما أنّ تكوين العادات الغذائية يبدأ من هذه المرحلة أيضاً، على الأم أن تعوّد صغيرها على روتين غذائي منتظم وتزرع فيه عادات غذائية سليمة تعلّمه التمييز بين الأكل الصحي والأكل غير الصحي وتطوّر لديه القدرات والمواقف التي ستمنحه صحة جيدة وتساعده في الحفاظ على وزن سليم مدى الحياة.
وفي الختام، لا بد من الإشارة مجدداً إلى أنّ غذاء الطفل في المراحل الأولى مهم جداً لتحديد نمط غذاء هذا الأخير ونشاطه البدني وأطعمته المفضلة على المدى البعيد، والأهم من الطعام عادات أمه الغذائية وطريقة حياتها التي لا بد أن يتشرّبها فتزيد أو تقلل من خطر إصابته بالسمنة وأمراض أخرى.
وانطلاقاً من هذه الفكرة، يدعوكِ موقعنا إلى أن تكوني القدوة الصالحة لطفلكِ لا المثل السيء الذي يمكن أن يُفسد عليه حياته!
للمزيد: بروتين حليب الأم كتلة فوائد!
مقالات ذات صلة