اليرقان عند الأطفال حديثي الولادة
الصفار الوليدي: أسباب وأعراض وعلاج
اليرقان الوليدي أو الصفار هي الحالة الصحية التي تحوّل لون بشرة الطفل والأجزاء البيضاء من عينيه إلى اللون الأصفر، على أثر ارتفاع معدل البيلوربين في دمه. والبيلوربين هي المادة التي ينتجها الجسم إبان تخلّصه من خلايا الدم الحمراء التالفة.
في الإجمال، لا يشكّل اليرقان عند الأطفال مشكلة خطيرة. لكن، في بعض الحالات النادرة، يمكن لارتفاع البيلوربين عن حدّه في الدم أن يؤدي إلى تلفٍ في الدماغ أو اليرقان النووي الذي قد يتسبب بدوره بإعاقة معرفية وفقدان في السمع ومشاكل أخرى.
وإن أصاب اليرقان الأطفال الأصحاء، فالأرجح أن يظهر عليهم بين اليومين الثاني والرابع بعد الولادة، على أن تتحسن أحوالهم أو تزول عنهم الأعراض نهائياً في غضون أسبوع أو أسبوعين على الأكثر ومن دون أي مشاكل تُذكر.
وبالنسبة إلى الأطفال الذين يرضعون الحليب الطبيعي، فقد يتعرّضون لليرقان الذي يمكن أن يدوم ما بين 10 أيام و14 يوماً. ومنهم من قد يُشفى من هذا المرض لتعود الأعراض وتظهر عليه من جديد بعد فترة. وفي الحالتين، لا يُعتبر اليرقان الوليدي مشكلة لدى الأطفال الرضع طالما أنهم يحصلون على كفايتهم من الحليب وبشكل منتظم.
ومن حيث الأسباب، يتأتى اليرقان الوليدي كما ذكرنا سابقاً، عن ارتفاع البيلوربين في دم الطفل نتيجة عدم قدرة جسمه على التخلص منه بالشكل الصحيح، وذلك بعد أن كان جسم أمه يتكفّل بالمسألة عبر المشيمة. وما قد يزيد الوضع سوءاً ويؤثر أكثر في قدرة الطفل على تنقية دمه من البيلوربين وسواه من الملوّثات، عدم حصوله على الكمية الكافية من الحليب.
وفي الحالات النادرة، يمكن لكثرة البيلوربين في دم الطفل أن تتأتى عن إصابته بالتهابات أو مشكلة في الجهاز الهضمي أو عدم توافق زمرة دمه مع زمرة دم أمه.
ومن حيث الأعراض، يتسبب اليرقان باصفرار بشرة الطفل والأجزاء البيضاء من عينيه، كما ويصيبه بالبلادة وحدة الطبع ويدفعه إلى البكاء بصوتٍ عال.
أما من حيث العلاج، فلا بد من الإشارة ألا حاجة له في أكثرية الأوقات وأنّ أعراضه تزول عن الطفل من تلقاء نفسها بعد أيام، مع العلم بوجود علاج ضوئي يُعتمد أحياناً من أجل حث بشرة الطفل على امتصاص الضوء ليُغيّر معدل البيلوربين في دمه، ويدفع بجسمه إلى التخلص من الكميات الزائدة منه بالبول والبراز.
لا تخافي على مولودك إذن، إن أصيب بالصفار. فمشكلته عادية جداً وسرعان ما سيُشفى منها. المهم أن تراقبي أعراضه وتُبقيه في عهدة المتابعة الطبية!
للمزيد: كلّ ما تحتاجين معرفته عن أسباب متلازمة الموت المفاجئ والعوامل المؤثرة بها
مقالات ذات صلة