الاكزيما عند الاطفال
إكزيما الأطفال: أسباب وأعراض وعلاج
ملاحظة هامة: تنصح منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية الحصرية خلال الأشهر الستة الأولى من الحياة، و استمرار الرضاعة الطبيعية قدر الاستطاعة. ألبان الاطفال للنمو صيغت لتلبية الاحتياجات الغذائية المتغيرة لصغار الأطفال الأصحاء الذين تزيد أعمارهم عن سن السنة و لا يستخدم لتغذية الرضع.
لاكزيما التأتبية أو التهاب الجلد التأتبي هو أحد الأمراض الجلديّة المزمنة لكن غير المعدية في أوساط الرضع والأطفال، وهو كذلك أولى محطات مسيرة الحساسية أو الحساسية الموسمية التي تتطوّر في الطفل تدريجياً من الاكزيما إلى الحساسية الغذائية فالتهاب غشاء الأنف المخاطي والربو.
تزيد احتمالات الإصابة بالاكزيما في الأطفال الذين يُعانون من الربو أو الحساسية الغذائية أو الحساسية الموسمية أو الأطفال الذين يتحدرون من والدين مصابين أو من أم أو أب مصاب بالاكزيما أو الربو أو الحمى القرمزية.
وتتراوح أعراض الاكزيما في الرضع والأطفال بين الحكّة والاحمرار وجفاف الجلد والطفح التي تظهر على مستوى الجبهة والوجنتين وفروة الرأس عند الرضع ما دون الستة أشهر، والركبتين والمرفقين عند الأطفال بين الشهر السادس والعام الأول، فالمعصمين والكاحلين واليدين وحول الفم في الأطفال بين العامين الثاني والثالث.
يُمكن لأعراض الإكزيما أن تكون مؤلمة وتتسبب بتقرّحات وتغيّرات في لون البشرة، كما يُمكن للحكّة المصاحبة لها أن تكون حادة إلى درجة إيقاظ الطفل من نومه.
لسوء الحظ، ما من علاجٍ يشفي أو يُجنّب الرضع والأطفال المعرّضين للإكزيما مصابهم، لكن ثمة سبل تؤخّر تطوّر أعراض مرضهم وظهورها عليهم.
ولعلّ الرضاعة الطبيعية الحصرية حتى الشهر السادس بعد الولادة، والرضاعة الطبيعية المكمّلة حتى العام الأول على الأقل، هي الوسيلة المثالية لحماية الأطفال من الاكزيما كما أنواع الحساسية الأخرى، ومرد ذلك إلى ما ينطوي عليه حليب الثدي من مكوّنات قادرة على التخفيف من أعراض الحساسية مقارنةً بمكونات حليب الأبقار.
وفي حال استحالة الرضاعة الطبيعية لسببٍ أو لآخر، تنصح المنظمات والجمعيات العالميّة المختلفة وفي طليعتها "هيئة الغذاء والدواء الأميركية" و"الأكاديمية الأميركية للحساسية والربو وعلم المناعة"، باللجوء إلى أنواع حليب الأطفال المتحللة جزئياً، أي الأنواع التي تحتوي على سلاسل بروتينية طويلة لكن متكسّرة تُخفف عن الطفل أعراض الحساسية، لاسيما إن ترافقت مع تأخير الفطام حتى الشهر السادس، وتأخير التعرّض لمختلف المواد المثيرة للحساسية كبعض أصناف الطعام وغبار الطلع وعث الغبار والمناخ الجاف، إلخ.
ففي النهاية، لا علاج للإكزيما، الوقاية هي السبيل الوحيد للتخفيف من وطأتها على صحة الطفل وسلامته حتى يمرّ الوقت وتتحسّن حاله!!
مقالات ذات صلة