رضاعة الأطفال المصابين بالارتجاع المريئي، كيف تكون؟
إرشادات لوقاية الأطفال الرّضع من الارتداد المعدي
بكاءٌ مريرٌ ومتواصلٌ، أرقٌ ليليّ، تقيؤٌ ومشاكل في الرضاعة... كلّها علامات يطلقها الرضيع ليعبّر لأمه عن وجود خطبٍ ما يستدعي تدخلها واستشارتها للطبيب أحياناً.
لكن، في غضون السنوات الأخيرة، توصل أطباء الأطفال حول العالم إلى الاعتقاد بأنّ العديد من الأعراض السالفة الذكر تتأتى عن حالة الارتجاع المعدي المريئي الناتجة عن خلل في وظيفة الصمام الذي يفصل بين المعدة والمريء، الأمر الذي يتيح لمحتوى المعدة بالارتجاع والعودة نحو المريء والتسبب للطفل بالتقيوء والبكاء الشديد والمغص والأرق والامتناع عن الرضاعة.
في أغلب الأحيان، يتم ربط الارتجاع المريئي بعدم اكتمال نمو الجهاز الهضمي للطفل. فبعض الأطفال يتحسنون بعد مرور ستة اشهر على ولادتهم، وبعضهم الآخر يتخلّص من مشكلته الصحية هذه بعمر السنة.
للأسف، ما من علاج ناجع يقضي على الارتجاع المريئي، لكن ثمة طرق ووسائل يمكن اتباعها من أجل التخفيف من انزعاج الطفل المصاب بهذه الحالة ووأد أي مشاكل يمكن أن ترافقها ولها صلة بالرضاعة، وذلك إلى حين نضوج جهازه الهضمي واختفاء الأعراض.
والجدير ذكره أنّ أساسيات الرضاعة للطفل المصاب بالارتجاع المريئي لا تختلف كثيراً عن أساسيات الرضاعة للأطفال الآخرين، ولكنّها قد تتطلّب من الأم اهتماماً إضافياً وقدرةً على تحليل أي مشكلة طارئة وحلّها.
وإن كان طفلكِ يعاني الأمرين من هذه الحالة وتتساءلين عن كيفية مساعدته، إليكِ منا بعض النصائح المهمة والفعالة:
- إحرصي على إرضاع طفلكِ الحليب على دفعاتٍ صغيرة ومتقاربة يسهل عليه هضمها.
- حاولي إرضاع طفلكِ الحليب فيما يتخذ وضعيةً شبه عامودية.
- إحرصي على أن يتصل طفلكِ بكفاءة مع حلمة ثديكِ، وذلك من أجل التخفيف من نسبة ابتلاعه للهواء.
- انتظري طفلكِ حتى يُنهي رضاعته من أحد الثديين قبل الانتقال إلى الثدي الآخر.
- لا تنسي تجشئة طفلكِ أثناء كل جلسة رضاعة وما بعدها.
- تلافي هزّ طفلكِ أو تحريكه بطريقة قوية أو سريعة بعد الرضاعة، واحرصي بدل ذلك على إبقائه في وضعية عامودية لمدة ٣٠ دقيقة على الأقل.
- احذري تعريض طفلكِ لدخان السجائر وعوامل بيئية أخرى تزيد من حدّة الارتجاع المريئي لديه.
- تجنّبي الضغط على بطن طفلكِ بأي شكل من الاشكال وألبسيه ثياباً فضفاضة لا تزعجه.
- حاولي إضافة الحبوب إلى القنينة بعد ضخ حليب ثديك فيها، حيث قد يكون من الصعب على الغذاء السميك الارتجاع والعودة أدراجه من المعدة نحو المريء.
وبالإضافة إلى ما تقدّم، ننصحكِ بالانتباه إلى نظام غذائكِ اليومي والامتناع عن مصادر الكافيين، إذ أثبتت التجارب تأثر الطفل بالأطعمة والمأكولات التي تتناولها أمه أثناء فترة رضاعته الطبيعية. والأهم من كل ذلك، ابذلي ما في وسعكِ لتحافظي على معنوياتك وأفكارك الإيجابية. وتذكري دائماً بأنّ الارتجاع المريئي والتقيؤ يحصل لكل الأطفال الأصحاء الذين يحتاجون وقتاً إضافياً لينموا. وقبل أن تُلاحظي سيكبر طفلكِ ويتخلّص من مشكلته!
للمزيد: هل تُرضعين طفلكِ حسب الطلب؟
مقالات ذات صلة