هل تُرضعين طفلكِ حسب الطلب؟
الرّضاعة الطّبيعية: متى وكيف؟
الرّضاعة الطبيعية حسب الطلب أو الرضاعة عند الطلب، في مفهومها العام بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية، هي "الاستجابة لطلب الطفل كلّما أبدى رغبة في الأكل، أثناء الليل والنهار"، بكلام آخر، الرضاعة حسب الطلب لا تتبع جدولاً زمنيّاً محدداً لجلسات الرضاعة، بل تتبع الإشارات التي يطلقها الطفل إعلاناً عن حاجته لنهل الغذاء من ثديي أمه.
ويرى العديد من خبراء الرضاعة في رابطة لا ليتشه (La Leche League) وسواها من المنظمات العالمية أنّ هذه الطريقة في الرضاعة ممتازة وتتفوّق على "الرضاعة بحسب الوقت"التي ظلّت الخيار المثالي للأمهات المرضعات حتى أواخر أربعينيات القرن الماضي، بفضل ما تتضمنه من فوائد للأم والطفل معاً، نذكر لكِ من بين هذه الفوائد على سبيل المثال لا الحصر: تحسين إنتاج ثديي الأم للحليب كمّاً ونوعاً، ووقايتهما من الالتهاب، والسماح للطفل بالتأقلم مع كمية الحليب التي يُنتجها الثديان، والتخفيف من أوجاعه وتوتره، وزيادة وزنه، ومنح الأم ثقة بإمكانية تلبية احتياجات طفلها الآن ولاحقاً.
وكما تشير إليه التسمية، الرضاعة حسب الطلب تستدعي قراءة الإشارات التي يطلقها الطفل وتلبيتها في أسرع وقتٍ ممكن وعدم الانتظار حتى يبدأ الطفل بالبكاء. ونعني بالإشارات: مص اليدين وإصدار أصوات شبيهة بالمص، وتحريك العينين بسرعة وشد العضلات، إلخ.
إن اتّبعتِ هذه الطريقة بالرضاعة الطبيعية، قد يتهيأ لكِ بأنّ طفلكِ يُطلق هذه الإشارات معظم الوقت... وهذا أمر جيد وطبيعي بالنسبة إلى أكثرية الأطفال: الرضاعة كل ساعة تقريباً، أو بالأحرى الرضاعة كل الوقت.
أما إن كنتِ تجدين صعوبةً في تحديد هذه الإشارات، فننصحكِ بأن تعمّقي معرفتك بطفلكِ وتُبقيه بقربك وبين ذراعيك وفي حضنك لوقتٍ طويل وحتى أثناء قيامك ببعض المهام المنزلية، حتى تتمكني من توقع احتياجاته وتلبيتها.
اختاري رضاعة طفلكِ عند الطلب ولا تختاري رضاعته حسب الوقت، وإلا فقدتِ قدرتكِ العفوية على تلبية طلباته. فغريزة الأمومة لا بد أن تُحفّز حتى لا تضعف وتفقد فعاليتها!
مقالات ذات صلة