معدة صغيرة
البدء في تقديم الأطعمة الصّلبة لطفلكِ هو حدث مهم جدًا! بما أنّ معدته لا تزال صغيرة، وبما أن الحليب الطّبيعي لطالما كان المصدر الرئيسي لتغذيته، سيكون من الأفضل أن تقدّمي له كميّة صغيرة من الطّعام الصلب عند بلوغه الستّة أشهر. فحتّى هذه الكميات الصغيرة من الطعام الصلب ستكون مهمّة جدًا لنموّه الصّحي، كونه بحاجة إلى الأطعمة المغذّيّة بشكل كبير، ولكن لديه معدة صغيرة تمتلئ بسرعة.
للأطفال احتياجات غذائية مختلفة عن الأطفال الأكبر سنًا والبالغين
بالنظر إلى وزن طفلك، مقارنةً بوزن الأطفال الأكبر سنًا أو الكبار، نلاحظ أنّه بحاجة أكثر إلى عدة مواد غذائية، وخاصة إلى المعادن والفيتامينات. ففي عمر الستة أشهر، وعندما يتدّنى مخزون الحديد التي ولد بها طفلك، تزداد حاجته إلى مصدر إضافي من الحديد غير الّذي يوفّره له حليب الثدي. فيُنصح عندئذٍ يتعريفه على الحبوب المطحونة الغنيّة بالحديد أو اللحوم والّتي تُعتبر مصدراً جيداً للحديد.
حليب الأم + الأطعمة الصلبة
يبدأ طفلكِ باختبار نكهات وقوام جديدة، ومع ذلك يبقى حليب الثدي المصدر الرئيسي لاحتياجاته الغذائيّة.
ما بين الـ6 و8 أشهر، سيستمرّ حليب الرضاعة في مدّ طفلكِ بمعظم حاجته من السعرات الحرارية (حوالي الثلثين). وعندما يبلغ الـ9-12 شهرا، سيبدأ باستهلاك المزيد من الأطعمة الصلبة، في الوقت الذي سيشكّل فيه حليبكِ ما يقرب نصف احتياجاته من السعرات الحرارية. سوف يشرب طفلكِ حاجته من الحليب الطّبيعي، وعندما يبلغ الـ6-12 شهرًا، ستلاحظين أن شهيته للطّعام الصّلب قد ازدادت على حساب الحليب الطّبيعي. وعندها، سيكون عليكِ أن تقدّمي له الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية، مثال الحبوب المطحونة المخصّصة للصغار والغنيّة بالحديد واللحوم، والفاكهة والخضار. وفيما تُقدمين على هذه الخطوة، تذكّري بأن تحترمي علامات جوع صغيركِ وشبعه من خلال عدم الضغط عليه لتناول الطعام عندما يعلمك بأنّه شبع. فالوجبة التالية أقرب مما تظنين، وسوف يكون طفلكِ أكثر جوعاً عند حلولها!
البروتين مهم لنمو طفلك وصحته، وأكثر من ذلك بكثير!
مع بلوغ طفلكِ شهره السادس، الأرجح أن يكون وزنه قد تضاعف عما كان عليه عند الولادة. وقبل الاحتفال بعيد ميلاده الأول سوف يكون وزنه قد بلغ ثلاثة أضعاف وزنه لدى الولادة، وطوله مقدار الضعف. إشارة إلى أنّ نمو طفلكِ في السنة الأولى هو الأسرع في حياته!
البروتين هو أحد العناصر الغذائية الأساسية لطفلك، إن لم يكن الأهم؛ وأهميته في الدور الذي يلعبه في تحفيز نمو الجسم والدماغ، فضلاً عن قدرته على الحفاظ على صحة الجهازين الهضمي و المناعي. ولا داعي لأن تقلقي بشأن كميّة البروتين الّتي يستهلكها طفلك، فحليبك يوفّر له المزيج الصحيح من البروتين العالي الجودة لكي ينمو بشكل سليم، ويحقّق وزناً صحياً، حسبما تؤكده دراسة جديدة ذات صلة.
طفلكِ بحاجة إلى الأطعمة الصلبة
لا تُعتبر الأطعمة الصلبة بديلاً عن حليب الثدي، بل عنصرًا مكملًا للغذاء الموجود فيه والضّروري للطفل حتى عمر السنتين. ولهذا السبب، يُشار إليها أحياناً كثيرة بالأغذية المكمّلة.
فمتى بلغ طفلكِ شهره السادس، أدخلي الأطعمة الصلبة إلى نظامه الغذائي للأسباب التالية:
- كونها توفر مصدراً من المواد الغذائية الّتي يحتاجها طفلك، بالإضافة إلى الحليب الطبيعي.
- كونها تعلّم الطفل كيفية تناول الطعام بالملعقة.
- كونها تُعرّف الطفل إلى نكهات وقوام جديدة، وتساعده بالتالي على تعلم قبول هذه الأطعمة المغذية الجديدة.
- كون التأخر بتعريف الطفل إلى الأطعمة الصلبة يزيد خطر الإصابة بالحساسية الغذائية أو الأكزيما. فلتسألي الطبيب عن الوقت المناسب لتعريف صغيركِ على الأطعمة التّكميليّة المؤرّجة.
إجعلي كل قضمة ضرورية لنمو طفلك!
لدى اختيار الأطعمة لطفلك، تذكّري بأن معدته لا تزال صغيرة وليس لديه متّسع للأطعمة غير المغذية. وبالتالي، إن قدّمت له الحلويات أو المشروبات السّكريّة، فستمتلئ معدته ولن يعود قادراً على استهلاك أطعمة أخرى توفّر له المغذّيات الّتي يحتاجها.
ومع اقتراب طفلكِ من عيد ميلاده الأول وتآلفه مع النكهات والقوام الجديدة، سيبدأ بأكل الأطعمة الصّلبة بكميّات أكبر. وعندئذٍ، سيكون عليكِ الحرص على تضمين غذائه اليوميّ حصصاً من الفاكهة والخضار واللّحوم والحبوب، إلى جانب الحليب الطّبيعي.
مقالات ذات صلة