الأزمة الأولى "سن المراهقة "
لم يعد ابنى صغيرا لكنه أصبح يرغب في فعل كل شيء بنفسه، وعندما أرغب في تقديم المساعدة له يغضب على الفور! وعندما أقدم له اقتراحًا ما، يأتي جوابه بالرفض دائمًا، كيف يمكنني إدارة هذه المرحلة الجديدة؟
كلما ينمو الطفل، يتعلم كيفية بناء هويته وإثبات وجوده باعتباره شخص مستقل بذاته، فبعد أن كان "يصغي إليكِ من المرة الأولى"، أصبح يظهر لكِ أنه هو صاحب القرار! فليس من اليسير معرفة الوقت الذي ينبغي فيه عليكِ التنازل لرغباته والوقت الذي ينبغي عليكِ إعطاءه ما يريد.
من الانفصال الأول إلى نمو الاستقلالية
عند بلوغ الطفل 8 أشهر تقريبًا، يصبح على دراية بشخصيته الذاتية المستقلة عن شخصية والدته، وهذا هو مصدر القلق؛ حيث يبدأ في البكاء عند مغادرته أو عند التعرف على أصدقاء جدد، وهذا ما يُعرف باسم "قلق الانفصال"، ثم يصبح تدريجيًا على دراية بمفهوم الغيرية، وعند بلوغ 18 شهر تقريبًا، يتعرف طفلكِ على نفسه في المرآة ويرى نفسه كليًا: وهي مرحلة حاسمة في تكوين "نفسه"، كما أنها بداية مرحلة "لا"؛ فعندما تطلبين منه الاستحمام (وهو الشيء الذي يحبه عادةً) أو ارتداء معطفه أو تناول البطاطس المهروسة، يكون جوابه "لا" في كل مرة، ولكن اطمئني ولا داع للقلق؛ فهذه المرحلة تعبر عن بداية التأكيد على السلطة وليس الرفض الحقيقي، فطفلكِ أصبح على دراية بشخصيته الذاتية ويريدكِ أن تعرفي ذلك أيضًا! وحتى هذه اللحظة، أنتِ من يتخذ جميع القرارات التي تخصه لكنه أصبح لديه رأيًا خاصًا الآن! وربما تكون هذه لمحة عن سنوات المراهقة القادمة...
كيفية التصرف
ينبغي عليكِ الاستماع إلى مطالب طفلكِ بدون منحه جميع ما يرغب في كل مرة، وهذه المطالب تبين أن طفلك يتطور بشكل طبيعي، فإذا رفض السماح لكِ بمساعدته في ارتداء ملابسه، فعليكِ أن تضعي في اعتبارك أن هذا سيستغرق القليل من الوقت في البداية لكنه سيوفر عليكِ الكثير من الوقت بعد ذلك! ولتيسير الأمر على طفلك، اختاري له ملابس سهلة الارتداء (بدون أزرار أو سحابات) والأحذية المنزلقة (بدون أربطة) وأدوات المائدة البلاستيكية حتى يتمكن من تناول الطعام بمفرده.
ينبغي عليكِ أن تكوني ثابتة على مبدأكِ دائمًا—لا ينبغي أن تمنعي شيئًا سمحتي به في اليوم السابق أو العكس—وكوني حازمة في قراراتك دون انزعاج أو غضب، فالاستحمام أمر ضروري سواء أعجب ذلك طفلك أم لم يعجبه، والأمر متروك للوالدين في تحديد وتطبيق القواعد؛ فإذا رغب طفلك في ارتداء ملابسه بنفسه، فلا بأس في هذا الأمر طالما أنه سيرتدي معطفه لأن الجو بارد في الخارج، وإذا رغب طفلك في البقاء على الأرجوحة لمدة خمس دقائق إضافية، فلا بأس في هذا الأمر أيضًا بشرط أن تجلس الأم إلى جواره ويحين وقت الذهاب فعليًا في غضون خمس دقائق.
الكارثة عند تناول العشاء!
في كل مرة تقدمين إلى طفلكِ نوعًا جديدًا من الطعام، تحصلين على الإجابة ذاتها: "لا، لا أريد هذا، لا يعجبني!"، ويتصف بهذا النوع من رد الفعل نسبة تصل إلى 75% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين عامين إلى 10 أعوام؛ وهو ما يُعرف باسم رهاب الطعام الجديد.
فمن الطبيعي أن يتناول الأطفال الطعام الذي يعجبهم فقط، ولكن من المهم أن يتبعوا نظام غذائي متوازن، ولن يجدي إجبار طفلك على ذلك في حل أي شيء، بل سيؤدي إلى عكس ذلك تمامًا! فإذا رفض طفلك تناول الأسماك واللحوم، يمكنك التحايل على الأمر عن طريق إعداد طبق يحتوي على اللحم في مكوناته أو خلطها مع الخضروات.
كما أن اتخاذك قدوة يُحتذى بها أمر في غاية الأهمية؛ فأنت لا تتناولين الفاصوليا الخضراء فحسب إنما تحبين تناولها أيضًا!.
وإليكِ نصيحة أخرى؛ فيمكنك الذهاب للتسوق مع طفلك واطلبي منه أن يساعدك في طهي الطعام الذي اخترتموه سويًا، وسوف يفتخر طفلك بالإنجاز الذي حققه وسيتناول الطعام إلى آخره.
مقالات ذات صلة