نصائح لرضاعة طبيعية ناجحة
أهل الإرشادات لتسهيل الرّضاعة عليكِ وعلى طفلك!
هل فكّرتِ يوماً بأنّ الرضاعة الطبيعية ستكون لطفلكِ مصدر تغذية وصحة، ولأمومتكِ فوائد جمّة لا تنتهي؟ هذا صحيح، فالحليب الذي ينتجه ثدياكِ هو مصدر ممتاز للمغذيات والمقويّات التي يحتاج إليها صغيركِ لينمو بشكلٍ سليم بعيداً عن الالتهابات والمشاكل الصحية، بما فيها السكري والسمنة والربو. كما أنه وسيلة رائعة وطبيعية لتسريع تعافيكِ من الحمل والولادة وحمايتك من سرطان الثدي والمبايض،لا بل أكثر من ذلك، حليب ثدييكِ هو تجربة مميّزة وعميقة تُوثّق الرابط العاطفي الذي يجمعكِ بطفلك.
وصحيح أنّ الرضاعة الطبيعية ليست مسألة سهلة وقد يستغرق إتقانها أو تنفيذها بعض الوقت، لاسيما عند ولادة الطفل قبل ميعاده أو كنتِ تعانين من بعض المشاكل الصحية، ولكنّ هذه التجربة ستزداد سهولةً مرة تلوَ الأخرى بفضل النصائح الرضاعة الطبيعية التي سنقدّمها لك:
- راقبي حركات طفلكِ وابحثي عن مؤشرات تدلّ على شعوره بالجوع ورغبته في الرضاعة. غالباً ما يستيقظ الطفل من سباته ويبدأ بتحريكِ رأسه إلى الأمام والخلف بحثاً عن أي شيء ملموس يُرشد فمه إلى ثدي أمه. لا تتجاهلي هذه المؤشرات ولا تنتظري حتى يبدأ طفلك بالبكاء.
- كوني صبورة ولا تستعجلي طفلكِ ليرضع. فالأرجح أن يحتاج ما بين ١٠ دقائق و٢٠ دقيقة للرضاعة من كل ثدي. إلا أننا لا ننصحكِ بضبط الساعة حين ترضعين طفلك. فكل طفل يأخذ وقته لسحب الحليب أو الإستراحة خلال السحب، إذ قد يشعر بالتعب. فقد يرضع طفلك لمدة ساعة وهذا أمر طبيعي. لذا ننصحك ألا تتتوقفي عن إرضاعه قبل أن يشير إليك بذلك، ومع الخبرة ستتمكنين من تحديد الوقت اللازم ليشعر طفلك بالشبع.
- حافظي على استرخائكِ طوال مدة الرضاعة. واتخذي وضعيةً تُريحكِ وتساعد على انسياب حليبكِ بشكلٍ طبيعي. إن أردتِ، يمكنكِ أن تستعيني بوسادات كثيرة لتسنيد ذراعيكِ ورأسكِ وعنقك، وتجدر الإشارة إلى أنه هناك وسادات خاصة بالرضاعة يمكن أن تسهل عليك المهمة تلتف حول منطقة البطن وتضعين الطفل عليها. هذه الوسادة مفيدة جداً في حال كنت خضعت لولادة طبيعية لأنها تخفف من وطأة ضغط الطفل على الحوض أما في حال كنت قد خضعت للولادة القيصرية فلا ننصحكِ باستخدامها لأنها قد تتسبب بألم في مكان الجرح. هنا ننصحك أن تنتظري حتى يطيب الجرح قبل الشروع في إستخدامها.
- احملي طفلكِ بشكلٍ يكون رأسه تحت ذقنكِ بوضعية مستقيمة. واسندي عنقه وكتفيه بإحدى يديكِ وفخذيه باليد الأخرى. وبعد أن يجد حلمة ثديكِ، تأكدي من أنّ الاتصال بها قد تمّ بالشكل الصحيح، حيث لن تشعري بأي ألم أو انزعاج، وستلحظين بأنّ فم صغيركِ مفتوحٌ بشكلٍ واسع، والهالة التي تحيط بحلمتكِ مرئية بنسبة أقلّ في المنطقة السفلى منها مقارنة بالعلوية، وذقنه يلامس ثديكِ وشفّته السفلى تتّجه إلى الأسفل.
- بعد أن تتأكدي من حسن الاتصال، أَميلي رأس طفلكِ قليلاً إلى الوراء لتسهيل عملية شفط الحليب وابتلاعه.
تجدر الإشارة إلى أنّ صوت ابتلاع طفلك للحليب على دفعات منتظمة، وارتخاء ذراعيه أثناء الرضاعة وترطّب فمه وشعوره بالشبع، هي أكثر من برهان وتأكيد على حسن سير الرضاعة الطبيعية التي ستمنحك الراحة في منطقة الثديين وتدفعكِ إلى الاسترخاء والشعور بالنعاس.
ويبقى الدليل الأهم على أن طفلك أخذ كفايته من الحليب وشعر بالشبع قيامه بالتجشؤ وخلوده إلى النوم، أما في حال استمر بالبكاء وعجز عن النوم فهذا دليل على أنه لا يزال يشعر بالجوع.
لا شكّ بأنّ فوائد الرضاعة الطبيعية تتفوّق على مشاكلها وتحدياتها بأشواط، ولكنّها لا تنفي وجودها ولا بدّ من تنبيهكِ إلى احتمال تأثر علاقتكِ الحميمة بزوجكِ جراء انخفاض معدل الأستروجين في جسمك أثناء الرضاعة، واحتمال احتقان ثدييك أو تحفّلهما أو تعرّضهما للألم والالتهابات المختلفة، على سبيل المثال التهاب الثدي الذي هو عبارة عن التهاب يصيب أنسجة الثدي ويتسبب بظهور بقعة حمراء رطبة وساخنة على الثدي، تترافق أحياناً كثيرةً بحمى وعلامات أخرى شبيهة بأعراض الرشح، مثال أوجاع الجسم والتعب والإرهاق والصداع.
في أغلب الأحيان، يتأتى التهاب الثدي عن انسداد أنابيب الحليب. وإن أُصبت به، لا تقلقي، فسيظلّ بإمكانكِ متابعة الرضاعة، مع الحرص على تدليك الثدي بلطف للتخلّص من أي انسداد، واستهلاك كميات إضافية من السوائل، واستخدام مسكّنات للألم تتناسب مع الرضاعة الطبيعية، وعدم اللجوء إلى المضادات الحيوية إلا في الحالات القصوى وبعد استشارة الطبيب.
في النهاية، تذكّري دائماً بأنّ منظمة الصحة العالمية تدعو إلى الاستمرار في إرضاع الطفل حتّى عامه الثاني، فلا تسمحي لأي مشكلة بأن تكون عائقاً أمام تزويد صغيركِ بالغذاء الكامل والمتكامل الذي يدعم نموّه الذهني والجسدي ويقوّي مناعته أي حليب ثدييك، وتحلّي بالصبر لتخطّي أوجاع الرضاعة وأعراضها المزعجة.
للمزيد: رضاعة-الطفل-المصاب-بالارتجاع-المريئي بالارتجاع المريئي، كيف تكون؟
مقالات ذات صلة