دليلكِ إلى أبرز مراحل نمو طفلك
مراحل تطوّر الطفل منذ الولادة وحتى الشهر الثامن عشر
في غضون العام الأول وفيما يحقّق طفلكِ معالم نمو جسدية وعاطفية واجتماعية جديدة يوماً بعد يوم وأسبوعاً تلو أسبوع، ستكون الحياة عبارة عن مغامرات متتالية. وإن كنتِ تتساءلين عن متوسط عمر أكثرية الأطفال للتقلب والجلوس بمفردهم والزحف والمشي والنطق، وتتوقين بشدة إلى الوقت الذي سيُتقن فيه صغيركِ هذه المهارات الرائعة ويبرع بها، ما عليكِ سوى أن تتابعي معنا قراءة هذا المقال.
التقلّب
من المحتمل أن يحاول طفلكِ التقلّب والدوران حول نفسه ما بين الشهرين الثاني والثالث بعد الولادة. والأرجح أن تكون بداية هذه المحاولات مع الانتقال من وضعية الاستلقاء على البطن إلى وضعية الاستلقاء على الظهر، يتبعها الانتقال من وضعية الاستلقاء على الظهر إلى وضعية الاستلقاء على البطن ما بين الشهرين الخامس والسادس.
إشارة إلى أنّ هذه المهارة الحركية الأولى تتأتى عن نمو عضلات عنق الطفل وذراعيه وازديادها قوةً نتيجة تمرّسه على محاولة رفع الجزء العلوي من جسمه عن السرير أثناء وضعه على بطنه. ولما يصبح طفلكِ بارعاً في هذه المهارة وفناناً في التقلب من جهة إلى أخرى، كوني حذرة! فقد يحاول التحرّك باتجاهكِ أو باتجاه اللعبة الملوّنة التي لفتت نظره!
الجلوس
إبان الشهر الخامس، قد يطوّر طفلكِ قدرته على التحكّم بالجزء العلوي من جسمه وينجح في محاولته الجلوس بمفرده، وذلك بالطبع، بعد أن تنمو عضلات عنقه وظهره بما يكفي ليتمكّن من تثبيت نفسه، ويتعلّم الاستعانة برجليه لدعم وضعيته الجديدة.
وإنّ هذا المعلم الجديد هو الذي سيمنح صغيركِ نظرةً أوسع عن العالم من حوله ويعرّفه على وضعية أخرى سوى وضعية الاستلقاء على الرأس.
الزّحف
في غضون الشهرين السادس والعاشر، قد يُبدي طفلكِ استعداده لنقل استكشافاته إلى مستوى جديد. ولكي تتأكدي من هذا الواقع، سيكون عليكِ التدقيق في الإشارات التي يرسلها إليك، كاستناده إلى يديه وركبتيه للوقوف والهز، الزحف على مؤخرته ومحاولة رفع نفسه بيدٍ واحدة، إلخ. وعلى عكس المعلمين السابقين، الزحف ليس معلماً أساسياً في نمو صغيركِ، وثمة احتمال كبير بأن يتجاوزه وينتقل مباشرةً إلى المعلم التالي ألا وهو المشي.
المشي
يشكّل هذا المعلم الأساسي خطوةً كبيرةً لطفلكِ باتجاه مرحلة الدرج أو Toddlerhood. ولكن، لا تتوقعي لطفلكِ بأن يحققه بين ليلةٍ وضحاها. فالمشي ليس دوراً من أدوار السحر. وبحسب الخبراء وأطباء الأطفال، فإنّ الطفل يتمكّن من مهارات الجلوس والوقوف مستنداً إلى الأشياء من حوله (ما بين الشهرين الخامس والتاسع) والتجوال (ما بين الشهرين السابع والعاشر) والوقوف من دون مساعدة (ما بين الشهر العاشر والعام الأول) أولاً، ويمشي ثانياً، أي عند نحو العام الأول والشهر الخامس عشر. ومن دون أن تدري، سترين صغيرك يقف على رجليه ويرى العالم من فوق ويقفز ويركض في كل مكان!
النّطق
في ظل التقدّم الذي يحرزه طفلكِ لتطوير مهاراته الجسدية والحركية، ستلحظين بأنه تعلّم التمييز بين الليل والنهار وبات قادراً على النوم طوال الليل (ما بين الشهرين الرابع والسادس). وستلحظين أيضاً بأنه قد بدأ بالمكاغاة والضحك من قلبه للدغدغة والوجوه السخيفة ولعبة الاختفاء أو Peekaboo (اعتباراً من الشهر الرابع). وقبل أن تدري، سيتحوّل هذا السيل من الأصوات الغريبة إلى كلمات مفهومة وجمل قصيرة فأحاديث! ووفقاً للخبراء، فإنّ الأطفال ينطقون بأولى كلماتهم أحياناً بعيد الشهر السادس، وأحياناً أخرى قبيل العام الأول (وتحديداً ما بين الشهرين التاسع والثاني عشر). وفي الإجمال، تتراوح هذه العبارات بين "لا" و"ماما" و"بابا" و"هاي" و"باي"، وتُستتبع بمصطلحات وجمل أكثر تعقيداً..
صحيح أنّ معالم النمو هي مسألة مهمة بالنسبة إليكِ وتتوقين بفارع الصبر إلى الوقت الذي سيتمكّن فيه صغيرك من تحقيقها وإتقان كل المهارات. لكن، لا تدعي حماستكِ تزيد عن حدّها أو تحاولي استعجال هذه الأوقات الثمينة. فحين سيبلغ طفلكِ عامه الثاني، ستجدين نفسكِ تركضين وراءه فيما يحاول التملّص من الخلود إلى الفراش والصراخ في وجهك "لا" للنوم!
مقالات ذات صلة