أهمية الحديد في غذاء طفلك

الحديد هو عنصر غذائي حيوي ومهم جداً لصحة الدم والنمو الطبيعي للجسم وقدراته. وبالنسبة إلى الصغار الذي ينمون بوتيرةٍ أسرع من الكبار، فهو أحد أكثر المغذيات فائدةً لسلامة المخ وتطور القدرات المعرفية والعصبية وكفاءة توزيع الأكسيجين من الرئتين إلى مختلف أنسجة الجسم وأعضائه. والطّفل الذي لا يحصل على حاجته منه، يُصاب بأنيميا نقص الحديد الذي يمكن أن يُعيق نموّه وتطوّر قدراته الحركية، ويجعله أكثر عرضةً للتعب والإرهاق والتوتر والالتهابات.

ومما لا شكّ فيه أنّ الأطفال يُولدون وفي أجسامهم مخزون من الحديد يكفيهم حتى الشهر الرابع بعد الولادة، ولكنّ هذا المخزون لا يلبث أن يبدأ بالاضمحلال ما بين الشهرين الرابع والسادس، محتّماً دخول الأطعمة الصلبة والجافة على نظام غذائهم الذي اقتصر حتى هذه المرحلة على حليب الرضاعة المليء بالمعادن والفيتامينات.

ومن بين أكثر المصادر الغذائية غنىً بالحديد، نذكر لكِ على سبيل المثال لا الحصر: اللحوم الحمراء والدجاج والحبش، والأسماك وفي طليعتها السلمون، والشوفان والحمص وفول الصويا والقريدس والباستا والبيض والبطاطا المشوية بقشرها والفاكهة المجففة والمكسرات على أنواعها والسبانخ والبقول، على غرار الفاصولياء والعدس.

وقد لا تصلح كلّ هذه المصادر للأطفال الذي يتعرّفون على الطعام الصلب للمرة الأولى، ولكنّها ستصلح لهم مع مرور الوقت ومع التجربة المستمرة لأصناف الطعام.

وإن أردتِ لطفلكِ بأن ينمو بطريقةٍ سليمةٍ ويبقى بمنأى عن نقص الحديد ومضاعفاته الخطيرة، ما عليكِ سوى أن تعلّميه، منذ المراحل الأولى من حياته، على نظامٍ غذائيّ صحي شبه خالٍ من الدهون المُشبعة والكوليسترول والملح والسكر المضاف، ومدعّم بمصادر الحديد المذكورة أعلاه ومصادر الفيتامين C التي تساعد الجسم على امتصاص الحديد، مع الأخذ بعين الاعتبار معدلات الاستهلاك اليومية المسموح بها لعمره والتي تتوزّع على الشكل التالي:

١١ ملغ في اليوم للأطفال منذ الشهر السادس وحتى العام الأول.

٧ ملغ في اليوم للأطفال ما بين العام الأول والثلاثة أعوام.

فارتفاع نسبة الحديد عن حدّها في الجسم قد تسيء إلى طفلكِ أكثر مما تُفيده. والمستحسن أن تراجعي الطبيب في كل مسألة من هذا القبيل.

وإن شعرتِ يوماً بأنّ غذاء طفلكِ غير كافٍ وغير كفيل بمدّه بحاجته من الحديد أو سواه من المعادن والفيتامينات والمغذيات، لا تبادري إلى إعطائه جرعاتٍ إضافيةٍ من المكملات، إنما إلقي نظرة على نظام غذائه، فربما يحتاج إلى بعض التعديلات!

للمزيد: 10 أطعمة لا تقدّميها لطفلكِ قبل العام الأول!