متى يكون الفطام وما توصيات منظمة الصحة العالمية بهذا الخصوص؟
متى يكون الوقت ملائماً لفطام طفلي؟
تُوصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية والحصرية للطفل حتى الشهر السادس بعد الولادة، وذلك حتى يتسنى لجسم هذا الأخير أن يحصل على ما يحتاج إليه من مغذيات وفيتامينات ومعادن لينمو ويُطوّر قدراته الجسدية والحركية والاجتماعية.
واعتباراً من الشهر السادس، تبدأ مخزونات الطفل من الحديد والزنك والفيتامينين A وD بالانحسار في الوقت الذي يزداد فيه طلب جسمه الصغير على الطاقة بشكلٍ غير مسبوق وإلى حدّ تصبح معه مكوّنات الحليب غير كافية لوحدها لتلبية احتياجاته.
وبشكلٍ عام، يبدأ الطفل بتطوير مهاراته بالجلوس والتقاط الأشياء واستكشاف فمه بعد أشهر قليلة على ولادته. ومع الوقت، يزداد اهتمامه بالطعام ويبدأ بالتعبير عن هذا الاهتمام، وعندئذٍ يكون الفطام. ولكن هذا لا يعني بأنّ كل الأطفال مثل بعضهم، كما أنه لا ينفي وجود أطفال يمكن أن يطوّروا قدراتهم بوتيرة أسرع من غيرهم.
ومن هذا المنطلق، ترى منظمة الصحة العالمية إمكانية تعريف الطفل على الأطعمة من غير الحليب في أواخر الشهر الرابع كحد أدنى، مع الأخذ بعين الاعتبار أنواع الأطعمة التي لا تعتبر آمنة للأطفال ما دون الستة أشهر أو تلك التي يمكن أن تتسبب لهم بالحساسية الغذائية، نظراً إلى قدرة الأطفال المحدودة في هذا العمر على التحكم بالطعام وابتلاعه جيداً من دون أن يسبب لهم الاختناق، وعدم اكتمال نمو جهازهم الهضمي وعدم جاهزيته للتعامل مع كل أصناف الغذاء.
وانطلاقاً من هذا الواقع، ينصحكِ موقعنا بأن تمضي في فطام طفلكِ برويّة وحذر وعلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: ما بين الشهرين الرابع والسادس
في غضون أسابيع الفطام الأولى، عرّفي طفلكِ تدريجياً على نكهات الطعام المختلفة وتركيباته، مع الاستمرار برضاعته ما لا يقل عن ٦٠٠ ملل من الحليب يومياً. اختاري له هذه النكهات والتركيبات من النشويات على غرار الأرز والبطاطس والجزر والبطاطس الحلوة والخضراوات غير الليفية والفاكهة على شاكلة التفاح والموز والإجاص والمانجو، وقدّميها له مسلوقة ومهروسة جيداً من دون أي إضافات.
في هذه المرحلة، لا تُجبري طفلكِ على تناول الطعام الذي لا يستبين طعمه، بل حاولي معه مجدداً في اليوم التالي. إن أردتِ، يمكنك أن تعرّفي طفلكِ على غذاء جديد بعد الرضاعة أو في منتصفها.
المرحلة الثانية: ما بين الشهرين السادس والتاسع
في خلال هذه المرحلة، زيدي كمية الطعام التي تقدمينها لطفلكِ إما قبل الرضاعة أو بعدها.
وفي خلال هذه المرحلة أيضاً، علّمي طفلكِ الشرب من الكوب وعرّفيه على أصناف الأطعمة التي تؤكل باليد وتلك التي تتمتع بنكهات أقوى وتركيبات أكثر قساوة، عملاً بالتوصيات التالية: حصتان إلى 3 حصص من النشويات، وحصتان من الفاكهة والخضراوات، وحصة واحدة من اللحوم أو الأسماك أو مصادر البروتين الأخرى كالبقول والبيض، وما بين ٥٠٠ و٦٠٠ ملل من الحليب.
المرحلة الثالثة: ما بين التاسع والثاني عشر
استمرّي برضاعة طفلكِ كالسابق وأعدّي له الوجبات من مزيج الأطعمة الصحية المختلفة بحسب التوصيات الغذائية التالية: ٣ إلى ٤ حصص من النشويات أو الكربوهيدرات المركبة، 3 إلى 4 حصص من الفاكهة والخضراوات، حصة واحدة على الأقل من اللحوم أو الأسماك أو البيض، أو حصتان من الفاصولياء والعدس والبقول الأخرى.
والجدير ذكره أنّ الفطام عملية تدريجية تستغرق الكثير من الوقت وتحتاج إلى الكثير من الانتباه والصبر. فلتسمتعي بها وتُشجّعي طفلكِ عليها من دون إجباره إلى حين يصبح قادراً على مشاركة سائر أفراد الأسرة مائدة الطعام بعد العام الأول.
للمزيد: أهمية طعام الفطام في غذاء طفلك
مقالات ذات صلة