نهنّئكِ على الوصول إلى هذه المرحلة المهمّة ونتمنّى لكِ الاستمتاع في تقديم أوّل أطباق الطّعام لطفلك. فالبدء بالأطعمة الصلبة هو خطوة جديدة ومثيرة في مسيرة نمو طفلك، وغالباً ما يترافق مع الكثير من الأسئلة والتسؤلات، على غرار الأصناف الغذائية التّي ينصح بها في بداية هذه المرحلة ومؤشرات استعداد الطفل لتناولها وكيفية الانطلاق في عملية الفطام. ولكن، لا تقلقي، الدليل التالي موجود ليُجيب على تساؤلاتكِ ويساعدكِ في إتمام هذه النقلة النوعية لصغيركِ بنجاح.
تغذية غنيّة للبطون الصّغيرة
يحتاج الأطفال اعتباراً من الشهر السادس إلى طعام إضافي سوى حليب الثدي لدعم نموهم وتطورهم. وبما أن بطونهم لا تزال صغيرة، من الضروري أن يحتوي هذا الطعام على الكثير من العناصر الغذائية الأساسية، وفي طليعتها الحديد الموجود بشكل أساسي في اللحوم التي يوصى بها كواحدة من الأطعمة الأولى للأطفال. هذا إلى جانب الحبوب المطحونة المدعّمة بالحديد. فهي مصممة لتوفير المواد الغذائية الأساسية في حصص صغيرة، مثالية للبطون الصغيرة التي لا يمكن ان تستوعب الكثير من الطعام في وآنٍ واحد.
إنّ الحبوب المطحونة المخصّصة للصغارسهلة الهضم ومعزّزة بالحديد، ممّا يجعلها خياراً جيداً لأوّل تجربة مع الطعام الصلب بعد بلوغ السّتة أشهر. إبدأي بتعريف طفلكِ على أطعمة ذات قوام رقيق. وبعدما يعتاد على الأكل بالملعقة، انتقلي إلى الأطعمة ذات القوام السميك. وبذلك، ستكون لكِ فرصة مواكبة تطوّر مهارات طفلك في تناول الطعام، وإدخال قوام ونكهات جديدة إلى نظام أكله في الوقت المناسب، باعتبار النقطة الثانية جزءاً مهماً لتطوير عادات غذائية صحيّة لمدى الحياة.
كيف أعرف أنّ طفلي مستعد؟
من المفترض أن يُطوّر الأطفال الصّغار المهارات اللازمة لمضغ الأطعمة الصلبة وابتلاعها بنجاح. وعند بلوغ طفلكِ شهره السادس، سيكون قد طوّر المهارات الحركية اللازمة للجلوس أثناء تناول الأكل، والأكل بواسطة الملعقة، وإدارة وجهه بعيداً عندما يشبع.
إبحثي عن هذه العلامات:
-
الجلوس من دون أي مساعدة لأنه بات قادراً على التحكّم بالجزء العلوةي من جسمه.
-
إدارة الرأس إلى اليسار أو اليمين.
-
تحريك اللسان إلى الوراء وإلى الأمام في إيقاع سلس عند وضع ملعقة صغيرة على شفتيه. ما يسمح له بجذب الطّعام إلى فمه وابتلاعه. إشارة إلى أنّه قد يستغرق طفلكِ بضعة أيام ليعتاد على الأكل من الملعقة، لكنه سوف يتعلّم بسرعة!
أنه من المهم التحدث إلى طبيب الأطفال أثناء زيارة الستّة أشهر، عن كيفية البدء بإدخال الأطعمة الصلبة إلى النظام الغذائي لطفلكِ، مع الاستمرار بالرضاعة الطبيعية.
قدّمي لطفلكِ أصناف غذائيّة صحيّة!
لأنّ نمو الأطفال سريع وكبير، فإنّ متطلباتهم الغذائية لدعم هذا النمو محددة. ويُمكن للحبوب المطحونة المخصّصة للصغار والمعزّزة بالحديد، أن تلبّي جزءاً مهماً من متطلبات طفلكِ حتى عمر السنتين، بوصفها مزيجًا من الفيتامينات والمغذّيات، مثل الفيتامين B، والزنك، والكالسيوم والحديد والفيتامين إي.
التمهيد للوجبة الأولى
إليك بعض النصائح لتحضير طفلك لأوّل ملعقة من طعام الأطفال:
- إبدإي بإرضاع طفلكِ طبيعيًّا حتى لا يكون منزعجاً أو جائعاً جداً.
- خذي وقتك. اختاري الوقت المناسب لكي لا تضطري لاستعجال صغيرك.
- إختاري الملعقة المناسبة. استخدمي ملعقة صغيرة الحجم ومغلّفة بطبقة خاصة لحماية لثّة طفلك الطّريّة.
- ضعي طفلكِ بشكلٍ مستقيم داخل كرسيه أو في مقعدٍ مرتفع، وتأكّدي من أن رأسه مستقيم، وليس مائلاً إلى الخلف.
- دعي طفلك يستكشف. ضعي القليل من الهريس أو من الحبوب المهروسة على صينية الكرسي العالي حتى يتمكن طفلك من "اللّعب بها بأصابعه" ويتآلف مع قوامها. إسمحي له باستكشاف قوام ورائحة الطعام. فهذا ممتع وفوضوي على حد سواء! حافظي على روح الدعابة ولا تدعي الكاميرا تفارقكِ.
- أول لقمة! إجلسي بوجه طفلك واحملي الملعقة النصف ممتلئة على بعد 12 إنشاً من وجهه. إحصلي على انتباهه وضعي الملعقة بقرب فمه. حاولي أوّلًا وضع القليل من الطعام على شفته. فإن شعرت بأنه قد أحب المذاق، ضعي الملعقة الثانية في فمه عندما يفتحه. أطعمي طفلكِ ببطء أو بسرعة كما يرشدك، وانتبهي دائمًا إلى علامات شبعه. فهذه تشكل أهميّة التّجربة الأولى!
- إستمري في المحاولة. لا تتفاجأي إذا بصق طفلكِ ملعقته الأولى. إنها ردّة فعل طبيعيّة. إن كانت التّجربة الأولى غير مرضية، توقّفي وحاولي مرة أخرى في وقت لاحق!
نصائح لإدخال الحبوب المطحونة الغنيّة بالحديد إلى غذاء طفلك
-
بعد ستة أشهر، إبدأي بحبوب الأرز أو الشوفان الخاصّة بالأطفال. إنتظري عدة أيام، وإذا لم يكن هناك تفاعل، قدّمي لصغيركِ حبوب الشّعير المطحونة الخاصّة بالأطفال. فتقديم نوع حبوب واحد في البداية، يتيح لكِ التأكد مما إذا كان طفلك يعاني من أي حساسيّة أو أي تفاعل سلبي، مثل الطفح الجلدي والإسهال أو القيء.
-
لا تقدّمي وجبة حبوب الأطفال لطفلكِ بواسطة الزّجاجة - بل بواسطة الملعقة وحسب- إلّا إن أوصاكِ طبيب الأطفال عكس ذلك.
- عند أول وجبة حبوب بعد ستة أشهر، اخلطي الحبوب المطحونة مع الحليب الطّبيعي ولا تنتقلي إلى قوام أسمك إلا بعد أن تشعري بأن طفلك قد أتقن أكل القوام الرّقيق.
- أعدّي كميّة الطّعام التي تعتقدين بأنّ طفلك سيتناولها. ولا تحتفظي بوجبة الحبوب المتبقيّة خشية ترعرع البكتيريا فيها.
قدّمي لطفلك نفس الطّعام لمدّة ثلاثة أيّام قبل تقديم نوع آخر. فهذه الطّريقة ستتيح لك مراقبة أي دلائل أو حساسية مفرطة قد يشهدها، مثل الطفح الجلدي والإسهال وسيلان الأنف أو القيء. إذا كنت تشكين في وجود أي تفاعل سلبي، توقّفي عن تقديم الطعام الجديد واستشيري طبيب أطفالك.
يوم في نظام غذاء طفلك بعد بلوغه الـ 6-7 أشهر
يُعتبر هذا اليوم عيّنة قد أوصى بها أخصائيو التغذية للمساعدة في تلبية أهداف التغذية الخاصة بطفلك الذي يتراوح عمره بين الستّة والسّبعة أشهر. قد يأكل طفلكِ أكثر أو أقل، لذلك إتبعي دائما علامات جوعه وشبعه.
وجبة الصباح
ينبغي أن تستمر الرضاعة الطبيعية لمدّة سنتين. (لا يفترض تقديم الحليب البقري للأطفال قبل العام الأول)
الفطور
ملعقتا طعام من الفاكهة المهروسة ، مثل الخوخ أو الإجاص.
ملعقتا طعام من الحبوب المطحونة المخصّصة للصغار والغنيّة بالحديد، بعد خلطهما بالحليب الطّبيعي
وجبة خفيفة في منتصف الصباح
.حليب طبيعي
الغداء
1/4 كوب أو 4 ملاعق كبيرة من الخضار المهروس، مثل الجزر.
4 ملاعق طعام من اللحم المهروس.
حليب طبيعي.
وجبة خفيفة بعد الظهر
الحليب الطبيعي
العشاء
ملعقتا طعام من الحبوب المطحونة المخصّصة للصغار والغنيّة بالحديد، بعد خلطهما بالحليب الطّبيعي.
ملعقتا طعام من الفاكهة المطحونة.
حليب طبيعي.
وجبة المساء
حليب طبيعي.
لا تقدمي لطفلكِ هذه الأطعمة الآن!
قد يتهيأ لكِ بأنّ إعطاء طفلك أطعمة الكبار مثل المشروبات المحلاة ورقائق البطاطس أو الكوكيز هو بمثابة هدية له. ولكن من الناحية الغذائيّة، هذه الأطعمة لا تفيده. فالأطفال بحاجة إلى الأطعمة المغذية التي تمنحهم العناصر الغذائية الهامة بحسب السعرات الحرارية المناسبة لسنهم.
تروّي في تقديم الحلويّات والمأكولات المالحة!
يتعرّف بعض الأطفال على الوجبات الخفيفة المالحة ورقائق البطاطس والصودا بين عمر السّبعة والثمانية أشهر. غير أن هذه الأطعمة غير مناسبة للأطفال الصغار وتجعلهم يشبعون قبل أن يتمكنوا من تناول المزيد من الأطعمة المغذية. وهذا ما يرسّخ في الطفل عادات غذائية سيئة غالبًا ما يكون من الصّعب تغييرها.
لا تقربي المشروبات المحلاة!
لا يجدر أن تكون المشروبات المحلاة جزءاً من نظام غذاء طفلك. فبسبب إحتوائها على السكر الطبيعي المرتفع نسبيًا، ينصح بعض خبراء التغذية والصحة ألا تقدّمي أي من عصائر الفاكهة إلى طفلك في خلال عامه الأول. إذا اخترت تقديم العصير لطفلك، يمكنك تقديمه في كوب حين يبلغ شهره السّادس، وذلك بغية تعريفه على نكهات جديدة. لا تقدّمي له العصير في زجاجة مطلقًا. إبدأي مع 1 إلى 2 أوقية في اليوم الواحد، على ألّا تتخطّي الـ 120 مل يوميًا. لا تعطي طفلك إلا عصير فاكهة طبيعي 100٪، وابتعدي عن المشروبات أو غيرها من العصائر مثل المشروبات المخلوطة التي تحتوي على المحليات المضافة.
لا تقدّمي لطفلكِ حليب البقر الآن!
توصي منظمة الصحة العالمية ألّا يتناول الأطفال الرضع إلّا حليب الأم في الأشهر الستة الأولى من حياتهم، أو لأطول فترة ممكنة. هذا لضمان توفير العناصر الغذائية الهامة لنموّهم. فحليب البقر، غير مناسب ولا يجوز تقديمه للأطفال قبل بلوغهم السّنة.
استشري طبيب أطفالك!
إستشيري طبيب الأطفال لمعرفة الخيار الأفضل بالنّسبة لأنواع الحليب الّتي يمكن لطفلك تناولها عند بلوغه السّنة.
لا تطعمي طفلكِ العسل*!
يمكن أن يحتوي العسل* على جراثيم البوتولينوم ويتسبب بمشاكل صحيّة خطيرة. ولو بكميات صغيرة، يمكن أن يكون العسل* خطيرًا على صحّة الطّفل الّذي لم يبلغ السّنة بعد.
احذري اختناق طفلكِ بالطعام!
سوف يبدأ طفلك بتناول الأطعمة المهروسة ذات القوام النّاعم، لينتقل منها إلى الأطعمة ذات القوام السميك فإلى قطع الطعام الطريّة. قد تعتقدين بأنه أصبح مستعدًا لتناول قوام أخرى من الطّعام، ولكن تروّي في تعريفه على أطعمة معروفة بتسبّبها بالاختناق حتى بلوغه على الأقل الأربع سنوات.
إليكِ في ما يلي لائحة مصغّرة بالأطعمة التي يمكن أن تتسبب باختناق طفلك
- الزبيب والعنب.
- الفوشار والمكسرات والبذور.
- الهوت دوغ وقطع اللحم أو الدواجن الكبيرة.
- ملعقة كبيرة من زبدة الفول السوداني.
- الفاكهة والخضار الصلبة، النيئة أو الكبيرة مثل البازلاء والجزر والفلفل، والتفاح والخوخ غير الناضج والإجاص.
- العلكة والحلوى المطّاطيّة أو الصّلبة.
ملاحظة : يلعب العسل دورًا حاسمًا في تطوير التذوق، خاصة في بداية الحياة، حيث أنه يقدم للرضع مجموعة متنوعة من النكهات ويساعد في تشكيل ذوقهم.
ومع ذلك، يمكن أن يحتوي العسل على البكتيريا التي قد تسبب التسمم الغذائي لدى الرضع. وبالتالي، لا ينبغي إدخال العسل قبل عمر 12 شهرًا إلا إذا تمت تنقية العسل من الجراثيم المحتملة مثل كلوستريديوم بوتولينوم عن طريق العلاج المناسب بالضغط العالي ودرجة الحرارة العالية، وفق المعايير العالمية.
عندما يتم استخدام العسل في منتجاتنا، فإنه يخضع لعلاج معتمد خارجيًا يضمن أن منتجاتنا آمنة للاستهلاك.
مقالات ذات صلة