بحلول هذه المرحلة، بدأ طفلك الدارج يعتاد أكثر فأكثر على فكرة الاستقلالية في الأكل والأرجح أنكِ بتّ معتادة بدوركِ على وجبات الطعام الفوضاوية! ومع تطوّر قدرة صغيركِ على التحكم بيديه وأصابعه، توقعي أن يصرّ على تناول الطعام بنفسه. فلتسمحي له بذلك تحفيزاً لمهاراته في التغذية الذاتية!
توقعي لطفلكِ أيضاً أن يكون أكثر استعداداً لتقبّل وجود المزيد من أدوات المائدة وقت الطعام، وتتحسّن قدرته على الشرب من الكوب فيما يُحاول بجهد استعمال الملعقة. وفي هذا الصدد، سيكون عليكِ أن تساعديه في غرف الطعام بالملعقة وتقريبها من فمه، مع الحرص على تشجيعه والإثناء عليه كلّما أحسن صنعاً.
خطوات مساعدة طفلكِ على إتقان مهارات التغذية الذاتية
لأن كل طفل مختلف عن الآخر، لا تقلقي على صغيركِ أن لم يُتقن بعد كلّ هذه المهارات. ومع ذلك، لا تقفي مكتوفة اليدين وطبّقي هذه الخطوات لدعمه ومساعدته:
- استعيني بملعقتين، بحيث تحملين واحدة وتضعين الأخرى في يد طفلك. أرِه كيف يستعمل هذه الأداة ثم راقبيه وهو يُحاول تقليدك. وإن حاول إلتقاط الملعقة التي بين يديك، تبادلا الملاعق ودعيه يستخدم ملعقتك.
- قدّمي لطفلكِ نوعية الطعام وكمية الطعام التي يسهل غرفها بالملعقة. ولتسهيل مهمة التعلّم عليه، لا تترددي في اختبار أصناف الطعام المخصصة لتعليم الأطفال الدارجين الأكل المستقل.
- استعيني بأدوات المائدة المناسبة أيّ التي تتميز بمقابض كبيرة وطرية بحيث يسهل على طفلك التقاطها والتمسك بها. ولا تنسي اختيار الشوك ذات الأطراف غير المسننة والصحون ذات الأطراف المعكوفة لتسهيل غرف الطعام منها والمزوّدة بفوهة مص لتثبيتها في مكانها.
- إحرصي على عدم استعمال الملاعق والشوك البلاستيكية وحيدة الاستعمال، لسهولة تكسّرها وإمكانية تسببها لصغيرك بالاختناق.
الممارسة أساس التعلّم!
أثناء تناول طفلكِ الطعام، كوني صبورة ودعيه يتمرّس على مهاراته في تغذية نفسه بدلاً من الاستعجال والتدخل لمساعدته. وتذكّري دائماً بأن تشجّعيه وتُثني على كل عمل حسن يقوم به.
التقليد أفضل أشكال الإطراء!
يُحاول طفلكِ التمثّل بكِ؛ فهو يراقب تصرفاتك في كل الأوقات ويتعلّم منها. فلتكوني نعم المثل له وقت الطعام من خلال هذه المروحة من النصائح:
- أشركي طفلكِ في الأحاديث العائلية على مائدة الطعام.
- تناولي أصناف غذائية صحية ومتنوّعة أمام طفلك.
- تصرفي على المائدة بحسب الأصول حتى تعلق تصرفاتكِ في ذهن طفلكِ ويُباشر في تقليدها من دون أن يدري! ولعلّ أبرز أشكال حسن التصرف على المائدة استخدام كلمتي "أرجوك" و"شكراً" مع الآخرين.
مقالات ذات صلة