بتّ تعرفين الآن بأنّ الأطفال بين العامين الأول والثاني نشطون جداً ومليئون بالطاقة. ونظراً إلى صغر حجمهم، من المهم أن تكون كلّ وجبة من وجباتهم اليومية مغذية وصحية.
ولكي يحصل الأطفال في هذه المرحلة على العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها لينموا ويتطوّروا، لا بدّ من تزويدهم بالأنواع الأساسية منها بكمية صغيرة وبوتيرة متقاربة خلال اليوم – بمعدل ثلاث وجبات رئيسية متوازنة ووجبتين إلى ثلاث وجبات خفيفة فيما بينها.
يحتاج طفلك ذو العام الواحد كل يوم إلى أطعمة تنتمي إلى كل فئات الطّعام. إليك في الجدول التّالي، إقتراحات لحصص متوازنة من كلّ فئة طعام.
فئات الطعام |
الاستهلاك اليومي* |
أمثلة عن حجم الحصص |
---|---|---|
منتجات الألبان |
470 ملل |
120-240 ملل |
الحبوب |
28 غ من الحبوب (يُفترض بنصف حصة الحبوب على الأقل أن تكون من أنواع الحبوب الكاملة) |
كل من الحصص التّالية يوازي حوالى 14غ من الحبوب: حبوب الفطور |
الخضار |
170 ملل |
كوب أو 60 ملل من بوريه الخضار أو الخضار المطحونة أو الخضار المقشّرة والمقطعة والمطهوّة |
الفاكهة |
170 ملل |
كوب أو 60 ملل من بوريه الفاكهة أو الفاكهة المطحونة أو الفاكهة المقشّرة والمقطعة والمطهوّة |
اللحوم/ البقول |
43 غ |
3 ملاعق كبيرة من اللحم أو الدجاج المطهو جيداً وسهل الهضم أو مقدار بيضة واحدة مخفوقة تقريباً. |
*يمكن أن يحتاج طفلك إلى حصص أكبر أو أصغر من المذكورة أعلاه. لذا ننصحكِ باتباع علامات جوعه وشبعه لتقرّري كمية الحصّة التي ينبغي أن تقدّميها له.
لتنشئة الطفل على عادات غذائية صحيّة
يُمكن لهذه النصائح أن تساعدكِ في تعليم طفلكِ عادات غذائية صحية ترافقه مدى الحياة:
1. اختاري طعام طفلكِ بحكمة. خلال الفترة الإنتقالية من الرضاعة الطبيعية أو الصناعية إلى الأطعمة الصلبة، تكون الثغرات الغذائية في أوجّها. ومرد ذلك بحسب الدراسة التي أجريت حول تغذية الأطفال الرضع والدارجين برعاية نستله عام 2008، إلى عدم تناول الأطفال من العام الأول إلى الثلاثة أعوام كمية كافية من الفاكهة والخضار يومياً وعدم حصولهم بالتالي على الجرعة المناسبة من البوتاسيوم والألياف الغذائية. هذا فضلاً عن عدم حصول أكثر من نصف الأطفال الدارجين على ما يكفي من الفيتامين اي بالغذاء. وبناءً عليه، إحرصي على أن تقدّمي لطفلكِ مجموعة متنوّعة من الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة واللحوم غير الدهنية ومشتقات الحليب، إلى جانب مصادر الدهون النباتية والأوميغا 3، على غرار زيت الكانولا وزيت الصويا.
2. نوّعي وجبات طفلك. إنّ اتباع نظام يوميّ متوازن يعتمد على تقديم أطعمة متنوّعة تنتمي إلى كلّ فئات الطّعام الموصى بها، مثل الحبوب الكاملة والفاكهة والخضار واللحوم والبقول ومنتجات الألبان، مع الحرص على تضمينه الأطعمة التي تحتوي على المواد الغذائية التي قد يفتقر إليها طفلكِ، مثل الحديد والزنك والبوتاسيوم والفيتامين اي والألياف.
3. قدّمي لطفلكِ حصصاً من الفاكهة والخضار المتنوّعة. ستنال ألوان الأطعمة المختلفة إعجاب طفلك، وستوفر له مجموعة متنوعة من المغذيات اللازمة. وإدخال الأطعمة الجديدة مع القديمة المفضلة لدى طفلك قد يساعده في تقبّلها. فإذا كان يحب الذرة مثلاً، حاولي إضافة مكعبات صغيرة من الفلفل الأحمر إليها.
4. دعي طفلكِ يقرر كميّة الطعام الّتي يود تناولها. علّمي طفلكِ إحترام شهيّته عن طريق السماح له بأن يقرر أنواع الأطعمة الّتي يريد تناولها وكميّتها. وإن كان طفلكِ جائعًا، إسمحي له بالأكل بشهيّة. ولكن إن شبع، إسمحي له بالتوقف.
5. اختاري لطفلكِ وجبات خفيفة ذكية. قدّمي له ثلاث وجبات صغيرة و2-3 وجبات خفيفة في اليوم، لأن بعض الأطفال الصغار يحصلون على 25٪ من سعراتهم الحرارية من الوجبات الخفيفة. ولكن تأكدي من توفير خيارات مغذيّة لكلّ وجبة خفيفة وتجنّبي الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والأطعمة غير المغذّية، مثل رقائق البطاطس والكوكيز والمشروبات السكرية.
6. قدّمي لطفلكِ المشروبات بمسؤولية. المشروبات مهمة لترطيب الجسم، لكنّ الكثير منها قد يشعر طفلك بالشّبع ويمنعه من الأكل. وينبغي أن تتضمن خيارات المشروبات الّتي تقدمينها لطفلك، الحليب والعصير الطبيعي 100٪ أو الماء. لا تعطيه أكثر من كوبين من الحليب يوميًا. وإن كنت تودّين إعطاءه عصير طبيعي 100%، قدّميه له في كوب، وليس في الزجاجة، على ألّا تتعدّى كميّته الـ120 ملليتريوميًا. أمّا باقي حصص السوائل، فيجب أن تكون من الماء وحسب.
7. قدّمي لطفلكِ الأطعمة الّتي تحتوي على الدهون الصحية. يحتاج الأطفال الصغار إلى سعرات حرارية يكتسبونها من الدهون الضرورية لتحفيز نمو الدماغ. ولهذا، ننصحكِ في تضمين وجبات صغيركِ مصادر صحية من الدهون غير المشبعة كالأسماك الدهنية والأفوكادو والأطعمة المصنوعة من الزيوت النباتية.
8. إختاري لطفلكِ الأطعمة ذات نسبة صوديوم منخفضة. حتى لو بدا لكِ طعام طفلك غير شهي ولا نكهة له، تذكّري بأنّه لا يحتاج إلى كميّة الملح الّتي أنت بحاجة لها. وبمجرّد تعريفه إلى الملح، سيطلبه دائمًا بعد ذلك.
لسدّ الثغرات في غذاء الطفل
لفهم عادات الأطفال الغذائيّة، رعت شركة نستله دراسة "تغذية الرضع والأطفال الصغار" في العام 2008. إذ بمعرفة ما يأكله الصّغار، سيصبح بالإمكان توجيه خياراتهم الغذائيّة بشكل أفضل. في ما يلي بعض الثغرات الغذائيّة الشائعة:
الفاكهة والخضار: تحتوي على الفيتامينات الأساسية والمعادن والألياف. ومن المهم أن نقدّم للطفل نظامًا غذائيًا يحتوي على الكثير من الفاكهة والخضار لأنّ ذلك يساعد في نموه وتطوّره بشكل سليم.
وكشفت دراسة نستله في العام 2008 أنّه في اليوم العادي، 25% من الأطفال الّذين يبلغون بين الـ12 والـ24 شهرًا من العمر، لا يتناولون أي حصّة من الفاكهة و30% منهم لا يتناولون أي حصّة من الخضار.
كيف نساعد الطفل على نيل نظام غذائي صحّي: قدّمي لطفلكِ 225 غ من الفواكه و275 غ من الخضار كل يوم. يمكن لهذه الحصص أن تكون من الفاكهة والخضار الطازجة، أو المجلّدة، أو من الخضار والفاكهة المهروسة. ولكن يجب أن تكون مقطّعة إلى قطع صغيرة لكي يسهل على طفلك أكلها. وتذكّري أنّه بإمكانكِ تقديم طعام طفلك المفضّل على شكل هريس.
حبوب الإفطار: بحسب الدراسة الّتي أجرتها نستله في العام 2008، تقريبًا 60% من الأطفال الّذين يبلغون بين الـ12 والـ18 شهرًا من العمر، يتناولون حبوب إفطار غير كاملة ومخصصة للكبار في خلال النّهار. غير أنّه يجب عليك معرفة أنّ السّماح لطفلك بأكل حبوب الإفطار غير الكاملة ليست بالخطوة الصّحيّة. فهذه الحبوب لا تحتوي على كميّة كافية من الحديد وتكون ذات نسبة عالية من السّكر على عكس الحبوب المطحونة المخصّصة للصغار.
كيف نساعد الطفل على نيل نظام غذائي صحّي: إستمرّي في تقديم الحبوب المطحونة المخصّصة للصغار والعالية بنسبة الحديد لطفلكِ، وتذكّري أنّ بإمكان هذا الأخير تناولها في أي وقت من النّهار!
المشروبات السّكريّة والحلويات: لا مكان في نظام طفلكِ الغذائي للمأكولات التي تزوّده بالسّعرات الحرارية وليس بالمواد المغذّية. وبحسب دراسة تستله، 70% من الأطفال يتناولون كل يوم كافة أنواع الحلويات والمشروبات السّكريّة. فيمكن أن تكون الحلويات والمشروبات ذات سعرات حراريّة عالية، مقارنةً مع المغذيات الزهيدة المقدار الّتي توفرها، ويمكن أن تحلّ محل الأطعمة المغذية الأخرى في النظام الغذائي.
كيف نساعد الطفل على نيل نظام غذائي صحّي: عوضاً عن تقديم الحلويات، قدّمي لطفلكِ طعاماً مغذياً مثل الفواكه واللّبن الزّبادي والحبوب المطحونة المخصّصة للصغار والوجبات الصغيرة المصنوعة من الحبوب الكاملة.
الألياف: تلعب الألياف دورًا كبيرًا في صحة جهاز طفلكِ الهضمي. ومع ذلك، كشفت الدراسة الّتي أجرتها نستله، أنّ كل الأطفال لا يستهلكون الـ 19 غراماً من الألياف المُوصى بها.
كيفية الحصول عليها: قدّمي لطفلك يوميًا حبوب كاملة وفاكهة وخضار طازجة أو مجلّدة، مهروسة أو معلّبة، على أن تكون بالحجم والقوام المناسبين لطفلك.
الفيتامين اي: هو مضاد للأكسدة مهم جدًا يساعد على حماية خلايا الجسم من التلف.وبحسب الدراسة الّتي أجرتها تستله، فإن الأطفال لا يستهلكون المقدار الموصى به من الفيتامين اي من الطّعام الّذي يتناولونه.
كيفية الحصول عليه: إن الأطعمة الّتي تحتوي على الفيتامين اي هي الزيوت النباتية (زيت الكانولا والذرة وفول الصويا) والأفوكادو والحبوب الكاملة وبعض أنواع الخضار الورقية الخضراء (كالسبانخ والقرنبيط).
البوتاسيوم: معدن يساعد العضلات لكي تعمل بشكل صحيح. وبحسب الدراسة الّتي أجرتها تستله، فإن الأطفال لا يستهلكون المقدار الموصى به من البوتاسيوم في نظامهم الغذائي.
كيفية الحصول عليه: تحتوي الكثير من الأطعمة على البوتاسيوم ، بما في ذلك البطاطس والبطاطس الحلوة والأفوكادو والسبانخ واللبن الزبادي والموز والحمضيات.
الدهون الصحية: تساعد في نمو وتطور المخ، كما تساعد دهون الجسم على استخدام الفيتامينات، مثل الفيتامينات A، D، E و K.
والدّراسة الّتي أجرتها نستله تكشف أن حوالي 23٪ من الأطفال لا يستهلكون الكمية الموصى بها من الدهون. وينبغي أن يتضمن نظام الأطفال دون العامين الغذائي حوالي 30 إلى 40٪ من مجموع السعرات الحرارية من الدهون، ويفضل أن تكون الدهون أحادية وغير مشبعة مثل تلك الموجودة في السمك والأفوكادو والأطعمة المصنوعة من الزيوت النباتية، مثل زيت الكانولا وزيت فول الصويا. وينبغي أن تحلّ هذه الدهون الصحية محل الدهون المشبعة الموجودة في منتجات الألبان الغنيّة بالدهون، مثل الزبدة والجبن واللحوم الدهنية، مثل الهوت دوغ ولحم الخنزير المقدد والنقانق.
كيفية الحصول عليها: حاولي إعداد الأطعمة مع الدهون، مثل فول الصويا أو زيت الكانولا، التي تحتوي أيضا على دهون الأوميغا 3 وحمض الالفا لينوليك أو تقديم التوابل، مثل المايونيز أو صلصات السلطات المصنوعة من هذه الزيوت. تذكري أنّه يجب عليكِ الحد من تقديم الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة والمتحوّلة.
مقالات ذات صلة