متى يُقطع الحبل السري للجنين؟
لا تستعجلي قطع الحبل!
لا شكّ بأنّ الحبل السري هو آخر ما يخطر في ذهنكِ بعد أن تضعي الطفل الذي انتظرته تسعة أشهر وتحتضنيه بين ذراعيكِ الدافئتين. ولكنّك بذلك تُهملين مسألةً مهمةً قد تعود على مولودكِ بفوائد صحية عديدة.
فالمفترض أن تحرصي على تأجيل ربط الحبل السري وقطعه لمدة زمنية لا تقلّ عن دقيقة واحدة، ومرد ذلك إلى أهمية هذه الفترة القصيرة في تحفيز انتقال الدم الزاخر بالمعادن والفيتامينات من الحبل إلى المولود، بحسب ما تفيد به دراسات عديدة وتؤكد عليه منظمة الصحة العالمية في توصياتها.
إليكِ في ما يلي الأسباب التي لا بدّ أن تسعي من أجلها لحثّ الطبيب على الانتظار وعدم الاستعجال في قطع الحبل السري:
- بتأجيل قطع الحبل السري، تزيد كثافة دم مولودكِ بنسبة ٣٢%، ما من شأنه أن يخفف عنه خطر الإصابة بفقر الدم الحاد أو الأنيميا، لاسيما إن كنتِ تعانين من هذا المرض.
- بتأجيل قطع الحبل السري، يزيد مخزون مولودكِ من الحديد ما بين ٢٧ و٤٧ ملغ، الأمر الذي يجعله بمنأى عن الإصابة بنقص الحديد حتى الشهر السادس.
- بتأجيل قطع الحبل السري، يحصل مولودكِ على حجم دمٍ كاف يمنحه وزناً زائداً وصحياً بالمقارنة مع المواليد الآخرين.
- بتأجيل قطع الحبل السري، تخفّ احتمالات إصابة طفلكِ بنزفٍ حادٍّ داخل البطن والتقاطه التهاباً جرثومياً من البيئة التي وُلد فيها.
- بتأجيل قطع الحبل السري، يحصل مولودكِ على الأكسيجين الذي سيُنعشه إلى حين تطور الجهاز التنفسي لديه.
- بتأجيل قطع الحبل السري، سيُتاح لكِ التواصل مع طفلكِ ولمس بشرته بحنان والتقرّب منه في أسرع وقتٍ ممكن (ما لم تكن هناك حالة طبية طارئة تستدعي التصرف عكس ذلك).
وبالإضافة إلى الأسباب السابقة ذكر، يلعب تأجيل قطع الحبل السري دوراً في تسهيل عملية الولادة الطبيعية وسط أجواءٍ هادئة. لكن وعلى الرغم من كل هذه النقاط الإيجابية، لا يمكننا التغاضي عن تزايد احتمال إصابة المواليد الجدد بالصفراء والتأثر بمضاعفاته نتيجة التأخر في قصّ الحبل السري.
وبين الإيجابيات والسلبيات، تبقى كفة الميزان راجحة لفوائد الحبل السري المؤجل قطعه، بانتظار الأبحاث المستقبلية المرتقبة في هذا الخصوص.