كلّ ما تحتاجين معرفته عن مناعة الأطفال
كيف تُقوّين مناعة طفلك؟
الجهاز المناعي هو مجموعة الخلايا والبروتينات والأنسجة والأعضاء التي تعمل مع بعضها البعض لمقاومة تأثيرات البيئة وهجمات البكتريا والجراثيم وتقي الجسم من الأمراض والالتهابات.
وإلى جانب الجهاز العصبي، يعتبر الجهاز المناعي من أكثر وظائف الجسم تعقيداً. وإلى حين اكتمال نموّه وتمكنّه من إنتاج احتياجاته من الأجسام المضادة في الشهر السادس بعد الولادة، يستمرّ الطفل في الاستعانة بالأجسام المضادة التي انتقلت إليه بأعداد هائلة عبر المشيمة ووقَته من كل أنواع الالتهابات، فيما كان لا يزال ضيفاً في أحشاء أمه.
وحتى ذلك الحين، يلعب اللبأ أو الحليب الذي يتكون في ثديي الأم خلال الحمل دوراً مهماً وأساسياً في تقوية جهاز مناعة الطفل وحمايته من الأمراض والحساسية، بفضل ما يحتوي عليه من أجسام مضادة وعوامل دفاعية وأنزيمات وكريات بيضاء، إلى جانب عناصر غذائية ضرورية لنموّه وتطوّره. ومن هذا المنطلق، تُوصي منظمة الصحة العالمية وتصرّ على ضرورة الرضاعة الطبيعية الحصرية حتى الشهر السادس، فالرضاعة المكمّلة مع الأغذية الضرورية حتى العام الأول أو أكثر.
وبما أنّ مناعة الصغار تظلّ هشّة وعرضة للالتهابات والأمراض أكثر من مناعة الكبار، اعتُمد التلقيح كوسيلة لتعزيز مناعة الطفل ضدّ بعض الأمراض من خلال حقنه بكمية ضئيلة من الأجسام المسببة لهذه الأمراض، لكن بعد قتلها أو إضعافها. وقد تكون هذه الأجسام عبارة عن فيروسات أو بكتريا تحفّز الجهاز المناعي على محاربتها كأنها التهاب حقيقي، وتدفع به إلى إنتاج أجسام مضادة تقضي عليها وتقوّي قدرة الطفل على مقاومتها.
في الإجمال، يتلقّى الطفل لقاحات: الخانوق والكزاز والتهاب الكبد والشلل والحصبة والجدري والانفلونزا، اعتباراً من الشهر الثاني بعد الولادة، أي حين يبدأ مستوى الأجسام المضادة المنقولة إليه من أمه بالهبوط. وبشكلِ عام، تعتبر اللقاحات آمنة وفعالة للأطفال، وتكاد آثارها الجانبية تقتصر على الطفح الجلدي والدوار والتعب والصداع الموقت وفقدان الشهية. وما يسري عن احتمال تسببها بالتوحّد وأمراض خطيرة أخرى لاسيما في حالة اللقاحات المتعددة كالـMMR، يبقى مجرّد نظرية عارية عن الصحة بحسب ما أثبتته دراسة علمية صادرة عام 1998.
وإلى جانب الدعم الذي يمكن أن توفّره الرضاعة واللقاحات لمناعة الطفل، على الأم أن تبذل ما في وسعها للحفاظ على نظافة طفلها واعتماد عادات صحية تمنح مناعة هذا الأخير دفعاً إلى الأمام. ونعني بالعادات الصحية:
- تأمين حاجة الطفل من النوم، أي ما يعادل ١٨ ساعة للمولود الجديد و١٣ ساعة للطفل ما بين العام الأول والثالث.
- تلافي تعريض الطفل لدخان السجائر الذي يمكن أن يتسبب له بضيق في التنفس ويزيد من إمكانية إصابته بالتهاب في الأذن والربو والتهاب في القصبات الهوائية.
- انتظام الطفل على ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية.
ومتى بلغ الطفل سن الفطام ودخل عالم الأطعمة الصلبة، سيكون على الأم أن تضيف الغذاء الصحي والسليم إلى لائحة العادات الصحية لطفلها. ومن بين الأطعمة الممتازة التي تلعب دوراً في تعزيز المناعة، ننصحكِ باللائحة التالية:
اللبن
يحتوي اللبن على عينات حيوية تحسنّ عمل الجهازين الهضمي والمناعي وتساعد جسم الطفل على مقاومة الالتهابات التي يمكن أن تتعرض له، كالرشح والتهاب الأذن والحلق.
الفاكهة والخضراوات
تعتبر الفاكهة والخضراوات غذاءً ممتازاً لمناعة الطفل بفضل ما تحتوي عليه من عناصر ضرورية، لاسيما أنواعها الغنية بالفيتامين ج المعروف بقدرته على محاربة الرشح ونزلات البرد.
المكسرات
تعدّ المكسرات مصدراً جيداً لحامض الأوميغا ٣ الذي يلعب دوراً أساسياً في محاربة الالتهابات التي يمكن أن تفتك بالجهاز التنفسي للطفل.
اللحوم
لا شكّ بأنّ اللحوم ضرورية لمناعة الطفل، بفضل ما تنطوي عليه من بروتين وزنك. فالأول يمدّ الجسم بالطاقة والثاني يعزز قدرة الكريات البيضاء على المقاومة.
ومع كل هذه التدابير والاحتياطات، من الممكن أن تجد الأمراض والالتهابات لنفسها طريقاً إلى جسم طفلك. فلا تقلقي، هذا أمر طبيعي جداً ولا بدّ أن يسهم بطريقة أو بأخرى في تقوية جهازه المناعي الذي لا يزال قيد التجربة. فمن الجيد أن تقومي بحماية طفلكِ وتحيطيه برعايتكِ إلا أننا لا ننصحكِ بالمبالغة بحمايته. فبهذه الطريقة تمنعينه أيضاً من إكتساب المناعة اللازمة.
مقالات ذات صلة