كيف يؤثّر غذاء الأم في جنينها؟
غذاء الحامل وتأثيره في الجنين
"قل لي ما تأكل أقل لك من أنت"، قول مأثور ينطبق على الجميع بمن فيهم الأطفال (الذين لم يُولدوا بعد).
والغذاء الجيد هو أفضل هدية تقدّمها الأم لطفلها، من قبل أن يُولد. نعم، هذا صحيح، لغذاء الأم قبل الحمل وأثناءه أثر طويل الأمد في جوانب عدّة من نمو صغيرها المنتظر وصحته، وصحة دماغه وجهازه العصبي بشكل خاص. وتأتي أحماض الأوميغا 3 الدهنية في طليعة العناصر الغذائية الأكثر تأثيراً في نمو دماغ الطفل وجهازه العصبي.
هذا ويمكن لخيارات الأم الغذائية أثناء الحمل أن تؤثّر في تجربة الطفل مع الأكل وتحدد النكهات والروائح التي ستكون المفضلة لديه في حياته، ومرد ذلك إلى إمكانية تذوّق هذا الأخير نكهة الطعام الذي تتناوله أمه بفضل قدرته على ابتلاع السائل الأمنيوسي الذي يحيط به من كل جانب اعتباراً من الأسبوع الثاني عشر من الحمل، وتطوّر حاسة الشم لديه ابتداءً من الأسبوع الثامن والعشرين. بكلام آخر، يمكن للنظام الغذائي الذي تعتمده الأم في حملها أن يؤثّر في الطريقة التي يُعالج فيها دماغ طفلها النكهات والروائح المختلفة، فيُقرّبه من بعضها ويُبعده عن بعضها الآخر.
فإن أكلتِ المخللات والبطاطا المقرمشة بكميات كبيرة مثلاً، انتهى الأمر بطفلكِ معجباً شرساً بالأملاح. وإن أكثرتِ من تناول الحلويات والسكاكر، كان السكر محور حياته وكان معرّضاً أكثر من غيره لخطر السمنة وتسوس الأسنان.. ومن هذا المنطلق، ينصحكِ موقعنا بأن تحرصي على إغناء نظام غذائكِ اليومي بالأطعمة الصحية من فاكهة وخضار، حتى يعتاد صغيرك على نكهاتها ويميل إليها أكثر من غيرها عندما يكبر، ويكون بالتالي بمنأى عن التأثيرات السلبية التي يمكن أن تتأتى عن الاستهلاك المستمر لأصناف الطعام الجاهزة والمعالجة أو تلك التي تحتوي على نسبة عالية جداً من الدهون والسكريات غير الصحية، من سكري وسمنة زائدة وارتفاع في ضغط الدم.
وصحيح أنّ خيارات الأم الغذائية خلال الحمل تلعب دوراً كبيراً في تحديد عادات طفلها الغذائية وحالته الصحية، لكنّها ليست العامل المؤثر الوحيد فيها، فغذاء الأم أثناء الرضاعة وطريقة عيشها وأنواع الطعام التي تقدّمها لصغيرها في مرحلة الفطام وحتى نهاية العام الأول، تؤثر بدورها في عاداته ونمط حياته وصحته. ولهذا سيكون من الأفضل أن تكوني حذرة وحكيمة في ما تفعلين وتأكلين من اللحظة التي تقررين فيها الحمل وحتى إشعارٍ آخر!