عسر الهضم وحرقة المعدة عند الحامل
كيف تتجنّبين حرقان وحموضة المعدة؟
أوجاعٌ... وتغيّراتٌ... وانزعاجاتٌ... وأعراضٌ كثيرةٌ ترافق المرأة خلال فترة الحمل. وحرقة المعدة ليست باستثناء، وهي غالباً ما تُصيبها في الستة أشهر الأخيرة من الحمل. وقد لا تكون حرقة المعدة في هذه المرحلة دليل مشكلةٍ خطيرةٍ، ولكنّها مصدر إزعاج وألم كبيرين.
وفي الإجمال، تترافق حرقة المعدة مع عسر هضم يترك المرأة الحامل بحالة من التخمة والانتفاخ.
من الناحية العلمية، يتأتى حرقان المعدة عن ارتجاع الطعام من المعدة، وهي بيئة شديدة الحموضة، عبر المريء وصولاً إلى الحلق فالفم، الأمر الذي يخلق شعوراً بالحرقة داخل الصدر، أو بالأحرى شعوراً بالحرقة يبدأ من المعدة ويتصاعد شيئاً فشيئاً باتجاه الأعلى، إلى جانب حموضةٍ في الفم وإحساساً شديداً بالقيء داخل الحلق.
وإن كنتِ تتسائلين عن الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى حرقة المعدة وعسر الهضم، فهي كثيرة ويمكن أن نلخّصها لكِ بالآتي:
- تناول الأطعمة الغنية بالدهون.
- استهلاك الشوكولاته والقهوة وسواهما من مصادر الكافيين.
- تناول البصل أو الثوم أو الأطعمة المتبلة.
- تناول بعض أنواع الأدوية.
- استهلاك وجبة طعام كبيرة جداً.
- تناول الطعام بسرعة كبيرة.
- الاستلقاء على الظهر بعد تناول الطعام مباشرة.
وإلى جانب العوامل المؤثرة العامة المذكورة أعلاه، يلعب ارتفاع معدل البروجيسترون في جسم المرأة خلال الحمل دوراً كبيراً في تحفيز حرقة المعدة وعسر الهضم عن طريق تسببه باسترخاء العضلات التي تدفع الطعام من المريء باتجاه المعدة، والعضلات التي تتقلّص من أجل هضم الطعام داخل المعدة، الأمر الذي من شأنه أن يعسّر عملية الهضم ويسبب شعور التخمة أو الانتفاخ أو الغازات.
والجدير ذكره أنّ فرصة اختبار حملٍ خالٍ من الحرقة وعسر الهضم هو حلم شبه مستحيل. ولكنّه، لحسن الحظ مؤقت وغير خطير، حيث يزول كل أثرٍ له بعد الولادة مباشرةً. وحتى ذلك الحين ، سيكون على المرأة الحامل أن تتخذ احتياطاتها وتبذل ما في وسعها للتخفيف من وطأة هذين العارضين.
ومن بين الإرشادات الكثيرة في هذا الإطار، اخترنا لكِ هذه المجموعة الفعالة والمهمة:
- استعيضي عن الوجبات الرئيسية الثلاث بوجبات صغيرة تتناولينها بمعدل خمس أو ست مرات في اليوم. فهذا النمط سيساعدك على الهضم بشكلٍ أفضل.
- لا تستهلكي كميات كبيرة من السوائل أثناء تناول الطعام إنما بين الوجبات.
- تجنّبي استهلاك الأطعمة المسببة للغازات كالبقوليات، وتلك المسببة لحرقة المعدة، مثال البهارات والتوابل والمأكولات الدهنية والشوكولاته والكافيين.
- خفّفي من إستخدام السكر واعتدلي في تناول مشتقاته لتفادي الإصابة بالإنتفاخ والحموضة والغازات الكريهة.
- امتنعي عن استهلاك المشروبات التي تُعتبر مصادر غنيّة بالأحماض، على غرارالقهوة والصّودا.
- إحرصي على أن تكون وجبتك الأخيرة قبل ساعات عدّة من حلول موعد نومك.
- إحرصي على الجلوس بطريقة مستقيمة أثناء الأكل وما بعده بساعات.
- تناولي الطعام ببطء حتى يتسنى لك الوقت الكافي لمضغه وتخفيف عناء الهضم على معدتك.
- تجنّبي الاستلقاء على ظهرك بعد تناول الطعام مباشرةً، وحاولي إلهاء نفسك بنزهة صغيرة أو أعمال منزلية خفيفة حتى تهضمي وجبتك.
- تناولي علكةً خالية من السكر بعد الوجبات من أجل التخلص من الحموضة الزائدة.
- راقبي وزنكِ واتبعي تعليمات الطبيب بحذافيرها كي لا تكسبي كيلوغرامات زائدة يمكن أن تضع ضغوطاً إضافيةً على بطنك وتزيد احتمالات إصابتكِ بحرقة المعدة.
- إرتدي ملابس مريحة وفضفاضة لا تمارس ضغوطاً إضافيةً على بطنك ومعدتك.
- إحرصي على أن تنامي ليلاً فيما رأسكِ والجزء العلوي من جسمكِ بوضعيةٍ مرتفعةٍ نسبياً عن باقي جسمك.
- جرّبي تناول مشروب الزنجبيل أو سكاكر بنكهة الزنجبيل للتخفيف من أوجاع المعدة التي يمكن أن ترافق حالتك.
- اسألي طبيبكِ عن دواء مضاد للحموضة، يحتوي على الكالسيوم والماغنيزيوم ويناسب وضعك.
في بعض الحالات، قد يكون تغيير نمط العيش والنظام الغذائي اليومي أكثر من كافٍ للتحكم بعسر الهضم وحرقة المعدة أثناء الحمل. ولكن، في حالات أخرى أكثر حدةً، سيكون على المرأة أن تراجع الطبيب وتسأله عن أدوية آمنة أكثر فعاليةً من مضادات الحموضة، لاسيما إن كانت تبصق الدم أو تواجه صعوبةً في البلع أو خسارةً غير مبررة في الوزن أوحرقةً حادةً تُوقظها من النّوم.
للمزيد: التغيرات الاستقلابية خلال الحمل