الحمل عالي الخطورة... كيفية التعامل معه
ما هو الحمل عالي الخطورة وكيف تحمين نفسكِ وجنينك؟
اهدئي وخُذي نفساً عميقاً! فعلى الرغم من السلبية التي يُوحي بها تعبير "عالي الخطورة"، نُطمئنكِ ونؤكّد لكِ بألا داعي للخوف. فالمصطلح "عالي الخطورة" لا يعني بالضرورة أنّك ستواجهين المشاكل في حملك. والحقيقة أنّ أكثرية النساء اللواتي اختبرن تجربة حمل عالي الخطورة أنجبن أطفالاً أصحاء ولم يواجهن أي مشاكل ومضاعفات.
والحمل عالي الخطورة يعني بكل بساطة، أنّكِ تعانين من حالة صحية معيّنة أو قد تتطور لديكِ حالة صحية معينة تزيد من احتمالات مواجهتك مضاعفات أثناء الحمل والولادة. وبسبب هذا الوضع الدقيق والمشبوه، ستحتاجين إلى عناية واهتمام إضافيين.
اهدئي إذن وارتاحي لأنّكِ ستحظين برعاية خاصة وسيكون حملك صحياً وسيمر على خير ما يرام، وسيُطلعك طبيبكِ على الأسباب التي دفعته إلى اعتبار حملكِ حالة عالية الخطورة، والأرجح أنها تتأتى عن أحد العوامل المؤثرة التالية. إشارة إلى أنّ من هذه العوامل ما له علاقة بالخصائص الاجتماعية والبدنية للمرأة قبل الحمل والاضطرابات الصحية التي تعاني منها والمشاكل التي واجهتها في حالات حمل سابقة. ومنها ما قد يتطوّر خلال الحمل أو أثناء المخاض والولادة:
من حيث العوامل الموجودة من قبل الحمل:
- بلوغ الخامسة والثلاثين من العمر أو أكثر/ عدم تجاوز سن الخامسة عشر
- انخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي أو الزيادة المفرطة في الوزن قبل الحمل
- ارتفاع مزمن في ضغط الدم
- السكري
- السرطان
- اضطرابات الدم
- أمراض الجهاز المناعي
- مشاكل الكلى
- مشاكل سابقة في الخصوبة
- الحمل بتوأم أو أكثر
- التدخين والعادات الغذائية غير الصحية
- تشوّهات في بنية الجهاز التناسلي وتحديداً الرحم وعنق الرحم (كالرحم المزدوج وقصور عنق الرحم)
- قصر القامة الذي يمكن أن يؤثر في حجم الحوض ويصعّب مرور الطفل عبر الحوض والرحم (أو قناة الولادة)
- مواجهة مشاكل ومضاعفات في تجارب حمل سابقة، كالإجهاض وتأخر الولادة عن الأسبوع الثاني والأربعين والولادة القيصرية والولادة المبكرة واحتواء الرحم على كمية زائدة من السائل الأمنيوسي وإنجاب طفل ما دون الوزن الطبيعي وإنجاب طفل كبير الحجم وإنجاب طفل بتشوهات خلقية، إلخ.
من حيث العوامل التي تتطور خلال الحمل:
- تسمم الحمل أو مقدمات الارتجاع (أي ارتفاع ضغط الدم إلى حد التأثير في كبد الأم ودماغها وكليتيها)
- سكري الحمل (أي نوع السكري الذي يتطوّر خلال الحمل)
- المخاض قبل الأوان (أي المخاض الذي يبدأ قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل)
- المشيمة المنزاحة (أي انفصال المشيمة عن جدار الرحم وتغطيتها بشكل جزئي أو كلي عنق الرحم وتسببها بنزيف أو ولادة مبكرة)
وإذ يعتبر طبيبكِ بأنّ حملكِ هو حمل عالي الخطورة، اسأليه عن العوامل المحددة التي وضعتكِ في هذه الخانة وما إذا كان ينبغي عليكِ التوجه إلى أطباء متخصصين بها، كالطبيب النسائي المتخصص بعلم الغدد الصماء والحمل إن كنت مصابة بالسكري. فكلما زاد اطلاع طبيبكِ أو الفريق الطبي المتابع لحملك، على حالتك زادت فرصكِ بتفادي مضاعفات الحمل.
ومهما كان الخيار الذي ستتخذينه بشأن دور الجانب الطبي في حملك، نوصيكِ بأن تمنحي نفسكِ في هذه الفترة عنايةً خاصةً وإضافية وتلتزمي بمواعيد الفحوص الطبية والتحاليل التي من شأنها أن تراقب صحتكِ وسلامة حملكِ وجنينك عن كثب، وتعملي بموجب النصائح المهمة التالية:
- اتبعي نظاماً غذائياً صحياً يحتوي على البروتين والحليب والمنتجات اللبنية والفواكه والخضار. واسألي الطبيب عن أي تعديلات ضرورية في هذا الإطار.
- واظبي على تناول الأدوية أو الفيتامينات أو مكملات الحديد التي يصفها لك الطبيب ولا تحاولي اللجوء إلى أي دواء من دون استشارة طبية.
- تناولي حامض الفوليك بشكل يومي. فالمعروف عن هذا النوع من الفيتامين ب أنه يخفف من احتمالات إصابة الطفل بتشوّهات خلقية.
- مارسي الأنشطة البدنية أو التمارين الرياضية التي يسمح لك بها الطبيب.
- توقفي عن التدخين وتجنّبي الجلوس في حضرة أشخاص مدخنين.
- إبقي بمنأى عن الأشخاص المصابين بالرشح والتهابات من نوع آخر.
- راقبي تحركات طفلكِ داخل الأحشاء بشكل يومي.
وكأي امرأة حامل أخرى، انتبهي إلى أيّ علامات أو أعراض غير اعتيادية قد تُواجهينها وتشير إلى مشكلة محتملة. هذا لا يعني بالضرورة أنكِ ستواجهين مشكلة، لكن إبقي يقظة ولا تترددي في الاتصال بالطبيب إن أُغمي عليكِ أو أُصبتِ بنزيف حاد أو شعرتِ بألمٍ شديدٍ في بطنك أو ارتفعت حرارة جسمك أو توقف طفلكِ عن الحركة، إلخ.
اتبعي إذن توجيهات الطبيب بحذافيرها واسترخي وكوني على ثقة من أنّ التقدم الطبي والرعاية الجيدة سيمنحناكِ حملاً صحياً وولادة سليمة وطفلاً مُفعماً بالحياة!