الافرازات المهبلية اثناء الحمل
ما ينبغي أن تعرفه كلّ حامل عن إفرازات الحمل
الإفرازات المهبلية هي جزء لا يتجزأ من حياة كل امرأة، انطلاقاً من مرحلة البلوغ وصولاً إلى مرحلة سن اليأس، إلا أنّ كمية هذه الإفرازات تتغيّر من وقت إلى آخر وتزداد كثافةً قبل حلول الدورة الشهرية، تماماً كما خلال فترة الحمل وذلك لعدة أسباب.
فأثناء الحمل، تزداد جدران المهبل وعنق الرحم طراوةً وتزداد الإفرازات المهبلية كثافةً لمنع انتقال الالتهابات من المهبل إلى الأحشاء.
ومع مشارفة الحمل على نهايته، تتكثف الإفرازات أكثر بعد لتصبح أشبه بالبول. وفي الأسبوع الأخير تحديداً، تتداخل الإفرازات بخيوط عريضة من المخاط والقليل من الدم، ما يدلّ على أنّ الجسم بدأ يتخلّص من المخاط الموجود في عنق الرحم استعداداً للمخاض والولادة.
وقد تكون الإفرازات المهبلية أثناء الحمل جزءاً طبيعياً، إلا أنّ مراقبتها واستشارة الطبيب بشأنها يبقى أمراً ضرورياً لاسيما: إن تغيّر لونها أو تصاعدت منها رائحة غريبة أو ترافقت مع حكاك أو تقرّح. فالإفرازات المهبلية الطبيعية والصحية لا بد أن تكون شفافة وبيضاء وطرية الملمس وخالية من أي رائحة كريهة، وأي من التغيرات أعلاه يشير إلى وجود التهاب، سببه: اختلال التوازن الطبيعي للبتكريا التي تعيش في المهبل.
والالتهابات المهبلية أربعة أنواع، منها الشائع ومنها النادر جداً عند المرأة الحامل:
- البكتريا المهبلية: تصيب هذه الحالة الحوامل بمعدل امرأة واحدة من أصل خمس. تتأتى عادةً عن ازدياد كمية البكتريا الموجودة طبيعياً في المهبل. ويمكن علاجها بسهولة بعد انقضاء الفصل الأول من الحمل.
- الالتهابات الفطرية: تترافق هذه الحالة مع الكثير من التحسس والحكاك. وغالباً ما تتأتى عن ارتفاع مستوى الأستورجين الذي يجعل من المهبل مرتعاً لبكتريا الكانديدا. يمكن الوقاية من هذه الالتهاب عن طريق ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة والمواظبة على استهلاك السوائل والأطعمة الغنية بالنشويات البسطية والمعينات الحيوية.
- التهاب المكورات العقدية من النمط ب: يمكن لهذه الحالة أن تسبب لبعض النساء التهاباً في المسالك البولية مع ما يرافقها من أعراض وآلام. ولمعالجة هذا الالتهاب ومنع انتقاله إلى الطفل، يصار إلى معالجة الأم بالأدوية المضادة للالتهابات أثناء الولادة.
- التهاب المهبل بالمشعرات: تعتبر هذه الحالة من أكثر الأمراض المنقولة جنسياً شيوعاً. ولكنها سهلة العلاج بالأدوية المضادة للالتهابات.
وفي الختام، نكرّر القول بأنّ الإفرازات المهبلية أثناء الحمل أمر طبيعي، ومع ذلك، لا تهمليها وأَبقيها تحت مراقبتكِ الحثيثة بحثاً عن نزيف أو التهابات يمكن أن تُصيبكِ وحملكِ بما ليس في الحسبان!