كلّ ما تحتاجين معرفته عن الولادة القيصرية
الولادة القيصريّة في دائرة الضوء!
الولادة المهبلية هي الطريقة الطبيعية للإنجاب. وفي خلالها، يتم إخراج الطفل من المهبل بالأساليب الطبيعية ومن دون أي تدخلات طبية من أي نوع. أما الولادة القيصرية، فهي الطريقة الطبية البديلة للإنجاب. وفي إطارها، لا يمرّ الطفل داخل قناة الولادة، بل يتمّ سحبه عبر شقٍّ يحدثه الطبيب في بطن الأم ورحمها. وخلافاً للولادة المهبلية، تتطلّب الولادة القيصرية عملية جراحية وغرفة عمليات وأجواء معقّمة.
في أكثرية الحالات، يُفضّل الأطباء الولادة المهبلية على الولادة القيصرية، باعتبارها الخيار الأكثر أماناً للأم والطفل معاً، إلا بوجود أوضاع صحية معقّدة تحتّم الاتفاق المسبق على العملية القيصرية والإعداد لها قبل حلول ساعة الصفر، على غرار:
- عدم قدرة الأم على خوض مشقة المخاض لأسباب عديدة منها أمراض القلب.
- صغر حجم حوض الأم، الأمر الذي لا يسمح لها بدفع الطفل إلى الخارج.
- إصابة الأم بمشاكل صحية خطيرة يمكن أن تضع صحة الطفل على المحك، كما في حالات السيدا والهربس.
- خضوع الأم لعملية قيصرية في ولادة سابقة.
- انسداد فتحة عنق الرحم كلياً أو جزئياً بالمشيمة، كما في حالة المشيمة المنزاحة.
- انفصال المشمية عن جدار الرحم، كما في حالة انفصال المشيمة الباكر.
- الحمل بتوائم.
- وزن الأم الزائد عن حدّه والذي يمكن أن يُطيل فترة المخاض.
ولكن، في بعض الحالات الطارئة، يكون اللجوء إلى الولادة القيصرية قراراً وليد اللحظة، بحيث لا تكون الحاجة إلى العملية الجراحية واضحة للعيان حتى يتفق عليها مسبقاً. وفي ما يلي أبرز الأسباب الداعية إلى الولادة القيصرية الطارئة:
- حدوث مشاكل على مستوى الحبل السري، مثال سقوط الحبل في المهبل أو تضيّقه أو انضغاطه.
- انسداد عنق الرحم بالكامل بسبب انزياح المشيمة كلياً من مكانها.
- ظهور علامات التعب على الطفل، مثال تباطؤ نبضات القلب أو تراكم حمض اللبن في مجرى الدم بسبب نقص الأكسيجين.
- تشخيص إصابة الطفل بأمراض معيّنة على غرار أمراض القلب أو شلل الحبل الشوكي.
- تمزّق رحم الأم أثناء الشد.
- عدم دخول الأم مرحلة المخاض رغم مرور 24 ساعة على شعورها بالانقباضات.
- توقف المخاض عن التقدم رغم تمدّد الرحم بنحو 3 سنتيميرات.
- حجم الطفل الكبير.
وبين العمليات المقررة مسبقاً والعمليات الطارئة، تبقى ناحية صغيرة للحالات التي يكون فيها قرار اللجوء إلى الولادة القيصرية خياراً منوطاً بالطبيب وحده، كما في حالات النزف من المشمية، وعدم اتخاذ الطفل الوضعية الملائمة للولادة، ومرور 24 ساعة على تمزّق كيس الماء من دون مخاض، إلخ.
وصحيح أنّ الولادة القيصرية هي الخلاص الوحيد للأم والطفل في الحالات المذكورة أعلاه، إلا أنّ هذا الواقع لا ينفي حقيقة هذه الطريقة في الإنجاب التي لا تختلف عن أي إجراء جراحي آخر ويمكن أن تتأتى عنها مضاعفات، تتراوح بين التهاب غشاء الرحم وإصابة بعض الأعضاء والأوعية الدموية بجروح والتعرّض لنزيف حاد والتحسس من البنج وتخثّر الدم. هذا ويمكن للعملية القيصرية أن تسبّب المشاكل للطفل عند الولادة، وفي طليعة هذه المشاكل: الجروح في أنحاء البشرة والصعوبة في التنفس التي تتطلب عناية مركّزة. وبالنسبة إلى التعافي من الولادة القيصرية، فقد يكون أكثر صعوبةً من الولادة المهبلية، مع ما يمكن أن يتأتى عن العملية من آلام حادة في الحوض.
عدا عن ذلك، يُحتمل للولادة القيصرية أن تزيد من إمكانية إصابة الطفل بأمراض الطفولة المزمنة كالربو والسكري.
وإن كنتِ تستعدين للخضوع لعملية قيصرية أو ترغبين بمعرفة المزيد عنها بداعي الحشرية المعرفية، تابعي معنا القراءة وتعرّفي في لمحة سريعة على مراحل هذه الولادة:
قبل العملية، تتلقّى الأم إبرة البنج التي يُفترض أن تشلّ المنطقة السفلى من جسمها فيما تُبقيها في وعيها وإدراكها التامين لتشهد على ولادة صغيرها. ومن بين خيارات البنج الأكثر شيوعاً: الإحصار النخاعي الذي يضخّ الدواء في الكيس المحيط بالنخاع الشوكي، والإحصار فوق الجافية الذي يحقن المخدر في أسفل الظهر خارج الكيس المحيط بالنخاع.
خلال العملية، يقوم الطبيب بشقٍّ أول في عرض جدار أسفل البطن وشقٍّ ثانٍ في عرض الجزء الأدنى من الرحم ليتمكّن من إخراج الطفل والمشمية. وبعد خروج الطفل إلى الحياة وقطع الحبل السري، يُصار إلى سحب السوائل من مجاريه التنفسية فتقميطه ببطانية خفيفة ليستقر إلى جانب أمه لبعض الوقت، وذلك ما لم تكن حاله تستدعي إخضاعه للفحوص والتحاليل.
بعد العملية، تشعر الأم بالكثير من الألم، وهذا أمر طبيعي. ولكنّ الأدوية التي يصفها لها الطبيب ولا تؤثر في رضاعتها، تخفف من حِملها. وعلى امتداد فترة التعافي، سيكون من الأفضل لها أن تستعين بوسادة تضعها على جرحها متى شعرت بالحاجة إلى الكحّ أو العطس أو الضحك، وتحرص على تنظيف جرحها ووقايته من الالتهابات، وتتلافى حمل الأشياء الثقيلة، وتشرب الكثير من المياه والسوائل حتى تساعد جسمها في تأدية وظائفه بشكلٍ سليم والوقاية من الجفاف والالتهابات.
وفي الختام، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ أفضل ولادة هي الولادة الآمنة. وأي ولادة تكون ثمرتها طفل سليم ومعافى هي ولادة مثالية!