هل ينبغي أن يتعرّض الأطفال للجراثيم؟
في الجراثيم منفعة لطفلكِ أكثرر ممّا تتخيّلين!
لا حدود لمنابع الجراثيم التي يمكن أن يتعرّض لها طفلكِ كل يوم. من الألعاب المطاطية إلى حفنات العشب الرطبة في فناء المنزل، مروراً بفضلات الطعام المتناثرة على أرضية المطبخ... كلّها دروس تعلّم صغيرك وتزيد معرفته بالنكهات والتراكيب وسواها من المعلومات التي يزخر بها العالم من حوله. هذا ويرى بعض الخبراء في العلاقة التي يمكن أن تربط بين الأطفال والجراثيم، علاقة جيّدة وذات فائدة كبيرة للصغار، بحيث تساهم في تقوية الجهاز المناعي لهؤلاء وتسلّحهم ليتمكنوا من مقاومة الالتهابات وأنواع الحساسية التي يمكن أن تعترض سبيلهم في مرحلةٍ لاحقةٍ من حياتهم.
ولكنّ هذا الكلام لا يعني بأن تضربي باحتياطاتك وتدابيرك الوقائية عرض الحائط وتتركي طفلكِ يتخبّط مع الجراثيم ليلاً نهاراً. فليست كل الطفيليات بريئة ومفيدة لطفلك، كما أنّ بعضها يشكّل خطراً فعلياً على صحته وسلامته.
وفي ما يلي لائحة بالتوجيهات التي لا بدّ أن تتبعيها لتُنقذي صغيرك من براثن الجراثيم المؤذية وتُحافظي على علاقته الطيبة بالجراثيم المفيدة:
- لا تقلقي إن التقط طفلكِ كسور الخبز والطعام عن السجادة أو الأرضية. وما دمتِ تنظفين منزلك بانتظام، لا داعي لأن تتخوّفي من الجراثيم التي تتجمع وتتكاثر على هذه القطع: فالأرجح ألا تكون مؤذية البتة.
- إمنعي طفلكِ من التقاط وتذوّق الأشياء بعد ترطبها أو تبللها، إذ يمكن للجراثيم والبكتريا التي تنمو وتترعرع في المواقع الرطبة أن تصيب صغيرك بالإعياء والمرض.
- لا داعي لأن تعقّمي مصاصات طفلكِ وزجاجات الحليب خاصته، بعدما يبلغ شهره السادس ويبدأ بتناول الطعام الصلب. في هذه المرحلة بدأ طفلك اكتساب المناعة ويكفي أن تضعي زجاجات طفلك والأدوات التي يستخدمها في غسالة الصحون أو تفركيها بالماء الساخن والصابون.
- احذري إطعام طفلكِ فضلات أطعمة الأطفال المعلبة أو فضلات الحليب الطبيعي الموضوعة في زجاجة. فاللعاب الذي يمكن أن يعلق على حلمة الزجاجة أو ينتقل من الملعقة إلى علبة الطعام، هو مرتع للجراثيم الفتاكة.
- لا تخافي من تعريض طفلكِ للحيوان الأليف الذي يعيش معكم في المنزل ويشكل جزءاً من الأسرة. فالدراسات تشير إلى تقلّص احتمالات إصابة الأطفال بالحساسية جراء تعرّضهم للحيوانات في سنّ مبكرة. لكن، انتبهي من الألعاب المخصصة لهذا الحيوان ونفاياته! واحرصي أن تعتني به من جهة إخضاعه للقاحات اللازمة وأخذه إلى الطبيب البيطري بصورة دورية حتى لا ينقل أي عدوى لصغيرك.
- لا تخشي على طفلكِ من الأعشاب والرمال في باحة المنزل. فتذوّق القليل منها لن يُصيبه بأذى!
- لا تدعي طفلكِ يتناول الأغراض أو الأطعمة التي سقطت أرضاً خارج المنزل، حيث من الممكن أن تتلوّث ببراز الكلاب أو لعاب المارة أو أنواع أخرى من المهملات كالمبيدات الحشرية والأسمدة، والسجائر، إلخ.
أن تحمي طفلكِ من الفيروسات والجراثيم قد يكون أمراً معقداً وصعباً للغاية. لكن، تذكري بأنّ الجهاز المناعي لصغيرك سينمو وينضج مع الوقت، وفي النهاية ستزداد قدرة جسمه على مقاومة الجراثيم التي يعبق بها محيطنا. وحتى ذلك الحين، إعملي بنصائحنا ولن يُصاب طفلكِ بأي مكروه!
مقالات ذات صلة